رئيس مجلس الإدارة
محمود إسماعيل
رئيس التحرير
عمرو صحصاح
رئيس مجلس الإدارة
محمود إسماعيل
رئيس التحرير
عمرو صحصاح

حكايات وأسرار جمعت( جاهين ومكاوى) في ذكرى وفاتهما

"أنا وصلاح زى ما تقول كده سميط ودقة وجبنة وزتون وعسل وطحينة".. تلك الكلمات التى أجاب بها سيد مكاوى أثناء حديثه عن صداقته مع صلاح جاهين التى تميزت وحُفرت في التاريخ للآن.. فيما يلي نعرض بعض المواقف التى جمعتهم أثناء رحلتهما في إسعاد الناس سويًا. 

البدايات 

ولد السيد مكاوى في حي عابدين عام 1927 بينما ولد صلاح جاهين بمنطقة شبرا عام 1930 جمع بينهما خفة الدم والصداقة المُخلصة وبراعة الموهبة فكان "جاهين" مؤلفا وشاعرا ورسام كاركاتير وصحفيا وممثلا، سئل ذات مرة عن موهبته الحقيقية وتعريفه الصحيح قال" أنا هاهاها..سوبر ماركت كده.. كل حاجة تلاقيها".

كما سئل في حديث سابق عن سبب كتابته باللغة العامية وتجنبه الفصحى أجاب ضاحكًا"بصراحة بعد ما كنت بكتبه مكنتش بفهمه فما بالك بالقراء" وبدأ بقصيدة عامية للفلاحين يحرضهم على الثورة.  

كانت موهبة "مكاوي"بأنه يرى جمال الدنيا بعينه الكفيفة المُبصرة وأعطاه الله أذنا موسيقية وذاكرة متميزة بحيث كان يحفظ كلمات الأغنية من المرة الأولى وقال في وصف الحى الذي ولد به إن جميع الفئات تتعلق بالموسيقى والفن من أصغر عامل لأكبر ساكن يُغنى في كل المواقف سواء أكانت الحزينة أو سعيدة.. يطلقون الموسيقى عاليًا لتهوين عليهم مصاعب الحياة .

وقال عن العود الذي رافق حياته:" حبيبي ده بطمن بوجوده جنبي" وظل يطرب الشعب المصري بألحانه التى حُفرت في التاريخ.

أسرار الصداقة 

ضرب ذلك الثنائي المثل في الصداقة من خلال عدة مواقف من بينها أن "مكاوى" أثناء احتفاله بيوم ميلاده في عقده الخامس وبحضور عدد من أصدقائة و أقربائه تغيب "جاهين" عن الحضور وأرسل له جوابا، لم يرغب سيد مكاوى بقراءته من خلال أحد أصدقائه، وقال:" اللي بينى وبين صلاح محدش هيفهمه"، وبعد رحيل الضيوف هم بالرحيل وعندما سألته ابنته عن وجهته أجابها" انا رايح أحتفل مع صديقي صلاح جاهين بيوم ميلادى" . 

الثنائيان والمرأة 

لم تكن خفة الدم وحدها التى تجمعهما، فكانت تجمعهما أيضا تقدير المرأة ما ان اقتربت امرأة منهما الا واعتبرتهما الأب الروحي ومصدر الاحتواء والأمان وشهدت علاقتهما بزوجتيهما اكبر دليل على تقديرهما للمرأة.

وجاءت البداية مع "جاهين" حين قال على والدته "انا عرفت انى شاعر منها" و تشابه الموقف ولكن بأكثر تضحية مع والدة "مكاوى" عندما قررت ان تتبرع لابنها بعينيها الاثنتين ليستطيع ان يرى العالم، ويذكر انه مزق الورق المتعلق بالعملية وصاح غاضبا لرفضه بشدة دخول امه غرفة العمليات بسببه. 

وذكر مكاوي أنه أثناء تسجيل أغنية "هنحارب" ذهبا الى مبنى الإذاعة والتلفزيون صباحا منتظرين الكورال وفُرض حظر التجوال وأغلق المبنى عليهم و قرر إستدعاء جميع العُمال لتأديه الأغنية دون مطربين او متدربين. 

أغنية الليلة الكبيرة التى صدرت بأكثر من توزيع غنائي ولاقت نجاحا كبيرا هى في الأصل مواقف حقيقية تعرض لها الاثنان أثناء ذهابهم للمولد وعودتهم ويذكر انه تم كتابتها وتلحينها في نفس الوقت لتخرج بهذه الصورة.

الفنانة الراحلة سعاد حسني قالت في لقاء لها بأن صلاح جاهين يمتاز بإمتلاكه صورة وراء كل كلمة يقوم بتأليفها لتعطي صورة سينمائية تتحرك وليس فقط صوت إذاعى لذلك كلماته تحيا بداخلنا. 

فاة رفيق الروح 

جاء خبر وفاة الشاعر صلاح جاهين كالصاعقة على رفيقة ولكنه كان يشعر بقدوم شيئا و ينتظره عندما أخبرته زوجته المرة الأولى لم يسمعها و سألها "جاهين" مريض؟ ثم أخبرته مرة ثانية و قالت له ان يتماسك فطلب منهم ان يتركوه وحيدا و بالفعل ظل أيام لم يقول شيئا غير دموعه التى تسقط و يقول" طيب يا صلاح" يتوعده,و كتبت صحفية صباح اليوم التالى قالت "أنا لم الحق جنازة جاهين ولكنى رأيت سيد مكاوى فحضرتنى الجنازة كلها". و فى احدى مواقف "مكاوى" المميزة بعد رحيل صلاح جاهين سُئل عن ماذا سيقول لو كان رفيق دربه بجانبه, فأجاب بأنه اذا كان حقا بجانبي فلن أقول شيئا وبما انه ليس بجانبي أقول له "وحشتني". و عندما قرر الإثنان الرحيل فجمعهما يوم واحد و لكن بعد مرور 11 عاما على رحيل الأول "جاهين" فكان يوم 21 ابريل ذكرى وفاة الثنائى الذي شهد لهما الشعب بأصالة الوطنية مع خفة الروح .