" الأب الروحي " ... النجاح قرار .. والفشل أيضا !

المسلسلات الدرامية من الثوابت المعتادة في البيت المصري منذ أعوام عديدة ، بدأت بالمسلسلات الإذاعية قبل إنتشار " التليفزيون " و أستمرت بعد إنتشاره لتكون هي وجبة المشاهد المصري اليومية ، الكل يتذكر مسلسل الساعة ٩ أو بعدها مسلسل الساعة ٧ ، مع إختلاف السوق الإعلاني و إعتماد التليفزيون علي المادة الإعلانية بشكل أساسي إتجه السوق الدرامي لشهر رمضان ، فهو الأعلي من الناحية الإعلانية مما يسمح بشراء مسلسلات بأسعار كبيرة تحقق القنوات ربحا من إذاعة الإعلانات في فواصلها ، لذلك أصبح الموسم خارج شهر رمضان خالي تماما من الأعمال الدرامية المصرية ، وهو ما جعل المسؤلين عن القنوات يتجهوا لشراء مسلسلات تركية طويلة لمليء مساحة الفراغ خارج رمضان ، مع الأعتماد علي رخص ثمنها بالمقارنة بالاعمال المصرية التي تباع في رمضان ، وأثبتت الدراسات السوقية أن تلك المسلسلات تحقق نسب مشاهدة مرتفعة جدا نظرا لعرضها في موسم خالي من المنافسة ، وهو ما جعل بعض المنتجين في مصر يقرر دخول هذا الموسم بمسلسلات ٦٠ حلقة بتكلفة قليلة حتي ينافس المسلسلات التركية الأرخص سعرا ، وبعض التجارب كانت ناجحة مع المشاهدين و البعض لم يحالفه الحظ ولكن لم يفكر أحد أن يقدم " ملحمة " خارج السباق الرمضاني ، ولم يفكر أحد بالمخاطرة بأكثر من ١٠ وجوه شابة في مسلسل واحد ، ولم يفكر أحد بعمل مسلسل " مصروف " عليه في موسم الأولوية فيه للأقل سعرا ، كل ذلك حدث في " الأب الروحي " .

منذ بداية تحضيرات المسلسل في  " مجموعة فنون مصر " وكل المؤشرات تصب في عدم نجاح هذا المشروع بالشكل الكبير الذي يظهر الأن ، في البداية كان مرض الساحر - رحمة الله عليه - محمود عبد العزيز والد المنتج محمد و أقرب المقربين لشركائه ريمون و إلهامي و شادي مقار ، وهو ما خلق حالة من عدم التركيز للجميع ، ثم قرار محمد وريمون بالإستعانة بأكثر من ١٠ وجوه شابة ، إختيار المخرج بيتر ميمي في أول تجربة له في مجال الدراما ، ظهور النجم محمود حميدة ٨ حلقات فقط ووفاته بعدها ، الإصرار علي " الصرف " علي الديكور و الصورة بشكل كبير ليس من المعتاد في مسلسلات تعرض خارج رمضان ، العرض علي قناة dmc التي تم إطلاقها مع بداية المسلسل أي لم يتعود عليها المشاهد بعد ، وفاة الساحر محمود عبد العزيز وما تبعه من ضرورة تواجد الجميع جوار نجلاه محمد وكريم ومتابعة التصوير في نفس الوقت ، كل تلك العوامل جعلتني أتأكد أن هذا العمل مكتوب له عدم النجاح ولكن ... تلك الكلمة التي دائما ما تصنع الفارق ، ولكن الإصرار علي النجاح يجعلك تقفز فوق كل الحواجز ، من يريد النجاح سينجح ومن يبحث عن الفشل لن يجد سواه .

 الكل قرر النجاح ريمون مقار و محمد محمود عبد العزيز قررا النجاح و إستطاعوا الخروج بعمل من أهم الأعمال الدرامية خلال العشرين سنة الماضية رغم ظروفهم ، بيتر ميمي قرر النجاح و إجتهد وقفز في الصفوف الأولي لمخرجي الدراما ، الوجوه الشابة " بدون ترتيب " عمر الشناوي ، كارولين عزمي ، مهند حسني ، كيرا الصباح ، كريم عبد الخالق ، مايان سيد ،محمود متولي ، مني فاروق ، سارة الشامي ، يسرا وجيه ، كلهم قرروا النجاح و وصلوا إليه ، النجم محمود حميدة لم يقف عند مساحة الدور ولم يفكر سوي في النجاح ، dmc أصبحت من أهم القنوات التي تمتلك نسبة مشاهدة مرتفعة و محتوي راقي في وقت قصير ..كل هؤلاء إعتبروا النجاح قرار واجب تنفيذه و إستحقوا حصد النجاح و إنتزاع الإشادة من فم المنافسين قبل المشاهدين .

كام ملحوظة :

دياب : " طلع " عو " تمثيل زي ماهو " عو " في الغناء.
المؤلف هاني سرحان : ماسك مليون خيط وبيغزل بيهم و مفيش خيط بيفلت .
رامي وحيد : ممكن تعمل في حلقة اللي غيرك يعمله في ٣٠.
أحمد فلوكس : لو مش عارف إنك من أهم ممثلين جيلك آداء وشكل وكاريزما يبقي لازم حد يقولك .
مدير التصوير حسين عسر : الله ينور .. بس كده.
إيهاب فهمي : كل ما تكبر تحلي .
محمد علي رزق : اللي بيحبه ربنا بيحبب فيه خلقه .
سوسن بدر : مفيش كلام يتقال غير إنك" سوسن بدر" .
دنيا عبد العزيز : وجودك دائما يصنع الفارق .
مي سليم : جوكر تستطعين اللعب في أي مركز بنفس القدرة .
ميريهان حسين : حضورك علي الشاشة نصف نجاحك.