رئيس مجلس الإدارة
محمود إسماعيل
رئيس التحرير
عمرو صحصاح
رئيس مجلس الإدارة
محمود إسماعيل
رئيس التحرير
عمرو صحصاح
ماجد محمود
كتب
ماجد محمود

معاك قلبي.. جريمة مع سبق الاصرار

منذ علمي بان الهضبه عمرو دياب قد قرر تصوير أغنية "معاك قلبي" وانا متشوق لمشاهدة هذا الكليب وحاولت تخمين قصته، خاصة وان تلك الاغنية هى الافضل من وجهة نظري من أغاني البومه الاخير، وسعدت كثيراً لانه أخيرا سيعود لتصوير أغنية من نوعية "تملي معاك" التى تعتمد على القصة وليس الاستعراضات الراقصة، وأخيرا وبعد طول انتظار تم طرح الكليب على موقع يوتيوب، وكنت فى تلك اللحظة اجلس فى مكتبي بمقر وشوشة، وعلى الفور قمت بفتح موقع يوتيوب وقبل ان اقوم بتشغيل الكليب تراجعت وقررت الانتظار لحين عودتي لمنزلي حتى استمتع بمشاهدة الفيديو كليب دون ان يقاطعني احد من زملائي، وبعد وصولي للمنزل جلست مع زوجتي "مدمنة عمرو دياب" ولم اطلعها على خبر طرح الكليب حتى لا تطلب مني مشاهدته معها، خاصة وانني اريد مشاهدته وحدي اولا ومن ثم اشاهده معها، وبالفعل انتظرت حتى نامت زوجتى وابنائي وبعد تأكدي من استغراقهم فى النوم تماما فتحت الكمبيوتر ودخلت على يوتيوب وقمت بتشغيل الفيديو كليب وكانت الصدمة.

حالة من الاحباط وخيبة الامل أصبت بها بعد انتهائي من مشاهدة الكليب الذي بدأ بعدة لقطات لديكور منزل "رسامه" تجلس على السرير، وبعدها تقف بجوار نافذة غرفتها، وامامها يقف عمرو دياب، الذي صدمتني ملامح وجهه الواضح عليها تماما تأثره بعوامل السن، لتنتهي امام عيني اسطورة الشباب الدائم التي طالما لازمت الهضبه وميزته عن غيره من فنانين جيله، والصدمة الثانية كانت في "الزعبوت" الذي يرتديه على رأسه والذي ليس له اي "محل من الاعراب"، وبعدها بدأت المتناقضات و"ديفوهات" المخرج هادي الباجوري، مخرج الكارثة، في الظهور بداية بالملابس "الصيفيه" التي يرتديها عمرو في اول ظهور بالفيديو والجو الممطر الذي لا يتناسب مع تلك الملابس، وملابس الموديل "الشتويه" وجواربها "المخطط" الذي اصر الباجوري على التركيز عليه وكأنه يقصد ابراز تلك التفاصيل المتناقضه، بعدها يظهر عمرو وهو يجلس فى غرفة ويرتدي "ملابس "خريفيه"!!! ويعزف على "اورج"بدون اي مناسبة او سبب واضح يربط ما يحدث بكلمات الاغنية، وبعدها تظهر عارضة الازياء اللاتينية "جوليانا هيرز" وهي تجلس على "فوتيه" وتداعب خصلات شعرها وتنظر لعمرو الذي يجلس بدوره على "درابزين" النافذة وهو ينظر للموديل، التي تبلغ من العمر 27 عاماً، والواضح تماماً من ملامحها أنها في مثل عمر "نور" ابنة الهضبه!!!

ينتقل بعدها المخرج هادي الباجوري لمشهد اشد تعقيدا للموديل وهي تجلس على "كنبه فسدقي" وخلفها ورق حائط "كئيب" وملابسها ملطخه بالوان الزيت في مشهد "تجريدي حلزوني" وتقوم الفتاة المسكينة بتنفيذ تعليمات المخرج والقيام بعمل حركات مريبة تدل على انها اما مصابه بمرض جلدي او انها تعاني من مرض نفسي مزمن، وفي الوقت نفسه يقوم الهضبه بعمل حركات يده التقليديه وفرد زراعيه وثنيها، وتظهر الفتاة وهي تتجول في المنزل لينتقل المخرج الي مشهد اكثر ابداعا وهو مشهد "براد الشاي" الذي لم اجد له مبررا سوى ان المخرج يقصد به "سخونة" المشاعر و"لهاليب" الحب، وبعدها ننتقل الي جزء من اعلان "نسكافيه" التقليدي حيث يمسك كلا من عمرو والموديل "حبيبته" ب "مج" احمر ويحتضن كلا منهما الاخر!!!

بعدها يدخل بنا هادي الباجوري الي الة الزمن لنجد انفسنا انتقلنا جميعا ومعنا الهضبة والفتاة "الكوستاريكيه" الي حقبة اخرى من الزمن حيث يظهر عمرو وهو يعزف على البيانو في قصر الامير طاز، بحي السيدة عائشة، ولم يستغل الباجوري روعة وتفاصيل هذا المكان الاثري الرائع واكتفى بنظرة سطحية لاحدى شرفات القصر، وينتهي المشهد بالعودة مرة اخرى الي التصوير الداخلي بالمنزل واعادة نفس تفاصيل الجزء الاول من الكليب، الذي انتهى بمشهد غير مفهوم لعمرو وهو يعزف على "الاورج" مرة اخرى وبجواره "جوليانا" التى لم تضف للفيديو اي احساس.

وبعد انتهائي من مشاهدة الكليب الذي اصر على وصفه بانه "جريمة مع سبق الاصرار" شعرت لا اراديا بحالة من "الغم" وتمنيت لو لم يهين الهضبة تلك الاغنية الرائعة بهذا الكليب الذي لا يليق باسمه ولا بجمهوره.