رئيس مجلس الإدارة
محمود إسماعيل
رئيس التحرير
عمرو صحصاح
رئيس مجلس الإدارة
محمود إسماعيل
رئيس التحرير
عمرو صحصاح
ماجد محمود
كتب
ماجد محمود

جعلوني لصاً.. أسف يا مولانا


منذ أيام وأثناء مطالعتي لما يحدث داخل العالم الافتراضي المتمثل فى موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك شاهدت العديد من التعليقات التي يبدي خلالها بعض الاصدقاء عن أرائهم فى فيلم مولانا وكانت معظم التعليقات إيجابيه فى حق مؤلف القصة الأستاذ إبراهيم عيسى، وبطل الفيلم الفنان عمرو سعد، ولأنني من الأشخاص "البيتوتيين" لم أجرؤ على التفكير فى النزول من منزلي فى هذا الطقس البارد لأتوجه الى السينما لمشاهدة الفيلم، ودار فى عقلي صراع بين حالة من الفضول الشديد لمشاهدة الفيلم وحالة من الكسل انتصرت فى النهاية وكان القرار هو أنتظار نزول الفيلم على الانترنت لمشاهدته تحت "البطانيه" على سريرى الدافيء، لكني فوجئت بعد لحظات بوجود رابط لمشاهدة الفيلم على أحد المواقع التى قامت بتسريب نسخه "رديئة التصوير"، وعلى الفور دخلت على الرابط وبدأت أشاهد الفيلم.


أول ما جذبني فى الفيلم هو العرض البسيط والمباشر لفكرة الاثار التى ترتبت على تدخل السياسة فى كل الاديان السماوية ومحاولة بعض الجهات فى فرض سيطرتها على عقول البشر وتحويلها الى أجهزة تستقبل المعلومة دون التفكير في منطقيتها وأستخدام لغة الترهيب فى إخضاع تلك العقول لتنفيذ أهداف بعيدة تمام البعد عن فحوى الرسالات السماويه التى تشترك جميعها فى محاولة الرقي بعقل وتفكير الانسان ونشر السلام والمحبه بين كل من وطأت قدميه الارض.


تحولت حالة الانجذاب الى حالة من الاعجاب الشديد بأداء بطل الفيلم عمرو سعد، والذي أقنعني تماماً بأنه فنان موهوب لم أتوقع "بمنتهى الصراحة" أن يمتلك كل تلك الادوات التي طوعها لتضيف لشخصية " الشيخ حاتم " حالة من الواقعية الشديدة التى جعلتني فى بداية الفيلم أظن أنه يقوم بإسقاط على أحد شيوخ التوك شو الذين يسعون الى ارضاء السلطة واللهث خلف الاضواء والشهرة لتحقيق حلم الثراء السريع دون النظر الى الرسائل الخطيرة التى قد يوصلونها الى عقول لاتفكر وتكتفي بلقب الشيخ فلان لتصدق وتقتنع بكل ما يخرج من فمه من أفكار فى غاية الخطورة. وفجأة وببراعه يحسد عليها أستطاع "الفنان" عمرو سعد أن يجبرني على أن أتعاطف مع الشيخ "حاتم" ليتحول هذا التعاطف فى نهاية الفيلم الى حالة من التفكير والاقتناع بأن مجريات الاحداث هي رسالة تنبيه لكل العقول الضاله الهائمه فى بحار من التوجيه الى أهداف سياسية بحته تقودها أجهزة وحكومات وجماعات وعشائر لكل منها هدف مختلف عن الاخرى لكنهم يلتقون جميعا فى طريق "المصلحه وليس التنوير".


المخرج المبدع مجدي أحمد على، ليس مجرد أسم مشهور لصاحب c.v مليء بالاعمال المتميزة او الناجحه جماهيريا ونقديا، لكنه "صنايعي" سنيما، استطاع توظيف كل أدواته فى المكان الصحيح، وأستفز أبطال الفيلم لأقصى الحدود ليتحولوا جميعا الى نجوم يستحقون التحية والتقدير على هذا الابداع الذي غاب عن شاشات السينما لفترات طويلة.


الحاضر الغائب أحمد راتب أستطاع أن يختتم مسيرة طويلة من الابداع بتحفه فنية أثبتت أن حجم الدور ليس له علاقة بالنجاح، فمن خلال مشاهد قليلة جسد خلالها شخصية شيوخ "السبوبة" أستطاع أن يترك بصمه لن تمحوها الايام والسنين وستظل محفوره فى أذهان كل من شاهد وسيشاهد فيلم "مولانا".


وأخيرا أتوجه لكل أسرة الفيلم برسالة تهنئة وشكر وأسف، تهنئه على هذا الفيلم المحترم، وشكر على تلك الوجبة الفنية الممتعة التى أسعدتني كثيراً، وأسف على مشاركتي فى جريمة سرقة لمجهود كل من أشترك فى هذا العمل المبدع، ومشاهدة الفيلم على الانترنت، ولو أنني حاولت تصحيح هذا الخطأ بنزولي من المنزل فى اليوم التالي والتوجه الى أحد دور العرض السنيمائي فى مدينة السادس من أكتوبر  للاستمتاع بمشاهدة الفيلم، وأعترف أنني شعرت بفرق كبير جداً بين مشاهدة الفيلم على شاشة الكمبيوتر أو على شاشة التلفزيون وبين مشاهدته فى السينما التى سيظل لها مذاق ومتعه لا تقارن بأي وسيلة عرض أخرى.