اليوم.. توقيع "السهو والخطأ" للكاتب والروائي حسن عبد الموجود في "الكتب خان"

تحتفل مكتبة "الكتب خان" بالمعادي اليوم فى تمام السابعة والنصف مساء بأحدث إصداراتها للكاتب والروائي حسن عبد الموجود، "السهو والخطأ"، ويقدم للكتاب ويتحدث عنه الكاتب عمر طاهر.
تروي المجموعة أفكارًا، ربما تجد في بعضها جنونًا وفي بعضها الآخر عبقرية، الأكيد أنها لا تخلو من صراع، تزاحمه مشاعر لا ندري خيرها من شرها، تطل من حكايات لا نبصر إن كانت خيالًا ظنناه حقيقة خطأً، أم حقيقة رأيناها خيالًا سهوًا.
في كتابه القصصي الاحدث، يبرع حسن عبد الموجود في تشييد عالم سردي اختبرت عناصره بأشد الطرائق الفنية رهافة و حدة. نص تلو الآخر، ينهض الفرد، وحيدا و اعزل، على أنقاض صورة ثقيلة يتركها الوجود على حائطه. صورة زائفة في الغالب لا سبيل لمقاومتها سوى بصورتها الضد، حيث عالم إفتراضي يفع به الفرد مدعوما بالسلاح الوحيد الذي يلائم أعزل، السخرية التي تطفو بخفة حلم يقظة فوق ثقل الواقع. بهذه الطريقة فقط، يمكن للطرافة ان تصير وجها فنيا للكابوس، و هو ما يجسده النصوص الخمس عشر التي ينتظمها " السهو و الخطأ"

هذه القصص تقتات على أطراف المدينة او أمكنتها التي تلائم العابرين، الضواحي البعيدة، أماكن العمل الضيقة المفبضة، الشقق المتاحة للغرباء و البارات المنسية هي الامكنة الاثيرة هنا، حيث العزلة أكيدة، و لا فارق كبير بين بيت و شارع ، أو غرفة و مقبرة .دائما ثمة بطل ترك بطولته في مكان ما، و لم يعد يمتلك سوى التأكد من أنه لا يزال موجودا، بتمرين يأس على رفع اليد او محاولة عبثية لتمييز زوجته بين أختين متطابقين ،أو حتى بمجرد التاكد من ان جاره شخص حقيقي. في جميع الاحاول ستطل الغرابة برأسها من أشد اللحظات عمومية: هكذا يتقاطع وقوع كلب من شرفة منزلية، مع سقوط سرب سيارات على المارة من فوق "كوبري السيدة" مثلما يرجع احتضار شجرة... صدى صرخة قطيع غربان.
و مجددا يبرع صاحب " ساق واحدة" في استخدام شديد الخصوصية للغة، إذ تجيد اللغة التواصلية ، و قد نزعت عنها تعقيدات البلاغة الفائضة ، اختراق السطوح الظاهرية للمشاهد، لتحول فعل سرد الى فعل استبطان مدعوم بطاقة إيحاثية توظف فيه اللغة السردية أقصى إمكاناتها، كاشفة في النهاية
عن تعقيد الذات الانسانية و هي تواجه ضجيج العالم بأعمق طرق المقاومة: تحويل الوجود الى مشهد لا وجود له إلا في مخيلة صاحبه،و حيث " صورنا في المرآة ليست متطابقة تماما".
حسن عبد الموجود، كاتب مصري، مواليد نجع حمادي سنة 1976، حاصل على ليسانس الآداب والتربية في 1998. صدر له "ساق وحيدة"، قصص، و"عين القط" و"ناصية باتا" روايتان. حصلت روايته"عين القط" على جائزة ساويرس الثقافية في عام2005، و ترجمت الى اللغة الالمانية و صدرت عن دار" لسان فيرلاح"
حصل حسن على جائزة الصحافة الثقافية عن تحقيقه" حكايات الرهبات في وادي النطرون" في 2003.