رئيس مجلس الإدارة
محمود إسماعيل
رئيس التحرير
عمرو صحصاح
رئيس مجلس الإدارة
محمود إسماعيل
رئيس التحرير
عمرو صحصاح

في ذكرى رحيله.. حكاية 3 أفلام أثارت الجدل لـ"يوسف شاهين"

مشوار فنى رائع أمتد حوالي 60 عامًا، حيث أثارت أفلامه جدلًا واسعًا بسبب روحها النقدية السياسة والاجتماعية ودفاعه الدائم عن الحريات، واشتهر بانتقاداته اللاذعة لنظام الحكم في مصر وللسياسات الأمريكية في الشرق الأوسط.

إنه المخرج الراحل يوسف شاهين، الذى تمر اليوم الأربعاء ذكرى رحيله، حيث غادر عالمنا فى مثل هذا اليوم 27 يوليو 2008، وبهذه المناسبة نستعرض أهم أفلام الراحل يوسف شاهين، التى أثارت جدلًا واسعًا...


المهاجر

يعد فيلم "المهاجر"، الذي تم إنتاجه عام 1994، وهو من تأليف أحمد قاسم، سيناريو وحوار وإخراج يوسف شاهين، بطولة خالد النبوي، يسرا، حنان ترك، ومحمود حميدة.

ويعرض الفيلم قصة شاب يدعى "رام"، يكرهه إخوته ويقررون التخلص منه فيوثقونه بالحبال ويلقون به في مركب متجهة إلى مصر معتقدين أنهم تخلصوا منه إلى الأبد، لكنه يصل إلى مصر ويتعرف على قائدها وزوجته التي تقع في حبه، لكنه ينسحب ليعيش في أرض وهبها له القائد، فيحب هناك فتاة وتتغير حياته.

أثار الفيلم ذعرًا لدى الرقابة عند مشاهدته نظرًا لكونه يتشابه مع قصة النبي يوسف عليه السلام، من خلال شخصية "رام" التي يقدمها خالد النبوي، وهو ما لاقى استهجانا عند العامة في مصر.

وكان تصريح مخرج العمل يوسف شاهين، في حوار أجنبي من أنه قام بإخراج فيلم عن حياة "يوسف"، له أثرًا سيئًا على الفيلم، واضطرت السلطات إلى منعه، كما تم رفع دعوى قضائية ضد "شاهين" بتهمة تشويه صورة سيدنا يوسف، وتم منع الفيلم من العرض حتى حصل على حكم البراءة.

ورغم أن القصة هي بالفعل أشبه بقصة النبي يوسف، إلا أنها احتوت على الكثير من المغالطات التاريخية، كما أنها لم تعرض قصة سيدنا يوسف كما هي، خاصة في الجزء الخاص بمحاولة استمالة زوجة قائد الجيوش لـ"رام".

وتذكر القصة الحقيقية أن "يوسف"، رفض إغراءات زوجة الملك، لكن "شاهين، صور أن "رام"، قبل إغراء الملكة في البداية ثم رفضه بعد ذلك، مما رآه البعض أنه إساءة لنبي من أنبياء الله، لكن "شاهين"، احتمى وراء قوله إنه لا يعرض قصة نبي وإنما قصة عادية.


العصفور

إنتاج فيلم "العصفور"، عام 1972، وهو قصة وسيناريو حوار لطفي الخولي، إخراج، يوسف شاهين، بطولة، محمود المليجي، محسنة توفيق، سيف عبد الرحمن، وحبيبة.

تقع أحداث الفيلم قبيل وقوع هزيمة عام 1967، حيث يعمل الصحفي "يوسف"، على إجراء تحقيق صحافي يتعلق بالسرقات التي تقع في القطاع العام، حيث يكتشف فساد سلطات الدولة من خلال سرقة معدات أحد المصانع الذي يتم بناؤه، بإيعاز من بعض المسئولين حتى يتربحوا على حساب الشعب، دون أن يظهروا في الصورة، وفي الوقت نفسه، تعمل "بهية" الخياطة المقيمة في حي الحسين من أجل توفير معيشة طيبة ﻹبنتها الطالبة الجامعية، وفي نفس الوقت تقوم بتأجير غرف سكنية لعدد من الأشخاص الذين ينتمون لشرائح مختلفة من الشعب المصري، ويستعرض الفيلم هزيمة يونيو 1967، التي كان هذا الفساد سببًا فيها، وينتهي الفيلم على تنحي جمال عبد الناصر وخروج المظاهرات المطالبة ببقائه في الحكم.

وهذا الفيلم كاد يتسبب في سحب الجنسية من المخرج يوسف شاهين، بعد زيادة حدة النقد والاتهامات ضده، وصدر قرار منع الفيلم بسبب الإسقاط على بعض الشخصيات الموجودة في السلطة في ذلك الوقت، وواجه الفيلم تعسفًا شديدًا مع الرقابة، حيث تم الاعتراض عليه عام 1970، ولم تتم إجازته إلا منتصف عام 1973 بعد توصية أحد الرقباء بحذف مشهد من الفيلم، إلا أن الرقيب الآخر رفض عرض الفيلم ليعرض بعدها ﻋﻠﻰ ﻟﺠﻨﺔ اﺳﺘﺸﺎرية من جديد، والتي أيدت قرار المنع، لكن بعد وصول الأزمة للإعلام تم الضغط وقتها على وزير الثقافة لعرض الفيلم بعد عرضه في عدد من الدول العربية أولا ليعرض عام 1974.


بياع الخواتم

يعد فيلم "بياع الخواتم"، الذى قدمه شاهين مع أرزة لبنان فيروز، لقاء السحاب، ومن أحب الأعمال لقلب شاهين، ليس فقط لأنه فيلم لبنانى من الألف إلى الياء، أو لأن بطلته هى فيروز صاحبة الصوت الملائكى والفن الراقى، لكن أيضًا لأنه من النوعية التى كان يعشقها "شاهين"، وهى الأفلام الغنائية، وعلى الرغم من توافر كل هذه الأمور فى هذا العمل، لم يكن الأمر كافيًا لتتجنب كواليس العمل كثير من الأزمات، وكان السبب دائمًا هو عاصى الرحبانى زوج فيروز، والذى كان دائمًا ما يتدخل فى الإخراج ويوبخ "فيروز"، بل يسبها بالدين كما ذكر "شاهين"، لأنه يراها دائمًا تقدم ما هو أقل مما يحتاجه السيناريو الذى كتبه بنفسه، ووصل الأمر فى مرة من المرات أن ترك "شاهين"، اللوكيشن وقرر ترك الفيلم بسبب تدخلات "عاصى" المستمرة، ووافق على العودة بعدما تعهد بعدم التدخل نهائيًا فى العمل مجددًا.