كيف خدمت بريطانيا مصالح "إسرائيل" بخروجها من "الاتحاد الأوروبي"

آثار خروج "بريطانيا"، من الاتحاد الأوروبي، الجدل، بين دول أوروبا، إلى جانب ظهور العديد من الأزمات، التى علق عليها العديد من الخبراء، على مستوى العالم.

وقالت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، أن خروج بريطانيا سيضعف من الاتحاد الأوروبي، حيث أصابه "زلزال عنيف" على حد ذكرها، لافتة أن هذا الأمر ليس بالسيئ بالنسبة لإسرائيل من الناحية الدبلوماسية.


وتابعت الصحيفة:"إن بريطانيا لن تكون آخر من يصوت للخروج من الاتحاد الأوروبي، فيمكن أن تتبعها هولندا، السويد والدنمارك، وإذا حدث هذا، سيتعين على الأوروبيين قضاء المزيد من الوقت والطاقة في محاولة للحفاظ الاتحاد الأوروبي من الانهيار".

وأكدت جيرزاليم أن ما يحدث في الاتحاد الأوروبي لن يؤثر على دوره في القضية الإسرائيلية الفلسطينية، ولكن سيضعف موقفه قليلًا، موضحة أن إسرائيل بإمكانها مواجهة الاتحاد الأوروبي الآن لكي تفعل ما تريد.

فيما سلطت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية الضوء على رؤية الشرق الأوسط لتصويت بريطانيا على الخروج من الاتحاد الأوروبي، باعتباره أحد خسائر الحروب المندلعة في سوريا والعراق.

ونقلت الصحيفة، في سياق تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني اليوم السبت، عن نشطاء وأشخاص عاديين، قولهم إن الغرب لم يعمل بما يكفي لحل الأزمات الإقليمية التي أسفرت عن تدفق اللاجئين إلى أوروبا وأشعلت حملة مغادرة بريطانيا للاتحاد.

ورأت الصحيفة الأمريكية أن استفتاء أمس الأول الخميس بدد الآمال الخافتة لهؤلاء الذي يسعون إلى الهجرة للغرب.

وفي السياق ذاته، اعتبر أحد الزعماء السابقين في المعارضة السورية برهان غليون الاتحاد الأوروبي أنه أحد ضحايا الحرب في سوريا.

وكتب غليون على صفحته الشخصية على موقع الفيس بوك للتواصل الاجتماعي أنه مما لا شك فيه أن السبب المباشر الذي دفع جزءا من المجتمع البريطاني إلى اتخاذ موقف واضح لمغادرة الاتحاد الأوروبي هو أزمة اللاجئين التي يسعى البريطانيون كي يناوأ بأنفسهم عنها، مما يؤكد النتائج السلبية المتزايدة للسياسة القمعية التي تبنتها أوروبا لمواجهة الأزمة السورية.

وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن الحملة البريطانية لمغادرة الاتحاد الأوروبي، التي حققت فوزا مفاجئا في استفتاء أمس الأول الخميس، استفادت من موقفها المناهض للهجرة في أعقاب أزمة اللاجئين في أوروبا والهجمات الإرهابية التي استهدفت العواصم الأوروبية خلال العام الماضي، مستشهدة على ذلك بملصق حملة مثيرة للجدل يديرها حزب الاستقلال البريطاني-وهو حزب متشكك تجاه الاتحاد الأوروبي-يصور اللاجئين من الشرق الأوسط تحت عنوان "نقطة الانهيار-الاتحاد الأوروبي قد خذلنا جميعا". 

ووصف المنتقدون هذا الإعلان وغيره من المطالبات المماثلة بأنها عنصرية، فيما أظهرت استطلاعات الرأي أن العديد من البريطانيين يشعرون بقلق متزايد إزاء ارتفاع مستويات الهجرة.

وأفادت بأن المشاعر المعادية للمهاجرين والمشاعر الانعزالية المتنامية في أوروبا والولايات المتحدة أدت إلى تفاقم المخاوف حيال بعض من ملايين اللاجئين من الشرق الأوسط الفارين من أكثر من خمس سنوات من الصراع الذي بدأ مع انتفاضات الربيع العربي وعزز صعود تنظيم داعش الإرهابي.

وفي الولايات المتحدة، أكد المرشح الرئاسي الجمهوري الأمريكي دونالد ترامب دعوته لحظر المهاجرين المسلمين في أعقاب هجوم على ملهى ليلي للمثلين في أورلاندو من جانب مواطن أمريكي ذي أصول أفغانية، على صلة بداعش والجماعات المتطرفة الأخرى في الشرق الأوسط.

واختتمت (وول ستريت جورنال) تقريرها بالقول إن ثمة درجة من الشماته واضحة في بعض ردود الفعل الأولية في منطقة الشرق الأوسط، حيث يقول البعض أن أوروبا، وبريطانيا على وجه التحديد، ذاقت أخيرا ويلات سياستها في الشرق الأوسط بعد عقود.