الهلالى: نطمح لأن نصل إلى مرحلة من التعاون الفعال لتوحيد المناهج في كافة الدول العربية

قال الدكتور الهلالى الشربينى وزير التربية والتعليم، إننا نمر بمرحلة حاسمة ودقيقة للغاية في عمر وطننا العربي، وأننا في أشد الحاجة إلى تعظيم التعاون بين دولنا العربية في كافة المجالات، وتوحيد رؤيتنا الاقتصادية، والاجتماعية، والسياسية، ودعم أنظمتنا التعليمية التي من شأنها أن تنتج جيلًا قادرًا على التعامل مع التحديات الآنية والمستقبلية، وتحقيق نقلة حضارية شاملة ومتزامنة في جميع الدول العربية.
وأضاف الوزير، خلال كلمته فى الجلسة الافتتاحية لاجتماع المجلس المركزى لاتحاد المعلمين العرب بجامعة الدول العربية، أن العصر الذي نعيشه لا يعرف سوى لغة واحدة بلا جدال، وهي لغة التحالفات والقوى الموحدة، ومن ثم يتوجب على دولنا العربية أن تتقن الحديث بهذه اللغة، وأن تستخدمها لتحقيق مصالحها المشتركة.
وأوضح الهلالى أن اتحاد المعلمين العرب يعد أحد صور هذه التحالفات، وأكثرها أهمية، إذ إنه مسئول عن توحيد الرؤية العربية فيما يخص الدور الذي ينبغي أن يلعبه المعلم العربي لمواجهة الأخطار الفكرية المحيطة بأبنائنا، وغرس قيم المواطنة العالمية، والوحدة العربية، وقبول الآخر، والاعتدال، ونبذ الكراهية والعنف، إلى جانب وضع خطة مشتركة لتطوير نظم التعليم العربية، وتحديد إطار زمني جاد لتنفيذ تلك الخطة؛ حتى نحقق تغييرًا فعليًّا نلمسه جميعًا على أرض الواقع.
وأكد أن وزارات التربية والتعليم العربية يجب أن تدعم عمل المعلم العربي من خلال توفير المناخ الملائم الذي يُمَكِّنُه من إجادة الدور المنوط به، وأول ما يجب التركيز عليه هو تطوير المناهج العربية بحيث تواكب متغيرات العصر، وتتضمن أسس التفكير العلمي، والتفكير الناقد، وتدعم الأخلاق الأصيلة في مجتمعنا العربي، وتحث على ممارسة القيم الإيجابية والمعتدلة، كما يجب مراجعة المناهج الدراسية مراجعة دقيقة، وتنقيتها من الموضوعات التي تحض على الكراهية، والإرهاب، وممارسة العنف.
وأشار الوزير إلى أن المعلم هو المسئول الأول عن تنشئة الطالب في بيئة آمنة تدعم نموه العقلي، والبدني، والفكري، وفي جو خالٍ من أسباب التوتر، والتطرف، وإن المعلم هو النافذة التي يطل من خلالها الطالب على العالم من حوله، وهو المثل الأعلى الذي يفوق أحيانًا تأثير الأسرة والأقارب، خاصة في المراحل التعليمية الأولى؛

ودعا الوزير المعلمين بصفتهم سفراء للسلام، والمحبة، أن تكون جميع ممارساتهم في مجتمع المدرسة انعكاسًا للقيم الإيجابية التي نريد بثها بين أبنائنا الطلاب، وأن تكونوا خط الدفاع الأول في مواجهة الكراهية، والعنف، وأن يشجعوا الطلاب على ممارسة الحرية دون التعدي على حقوق الآخرين، أو فرض الوصاية عليهم، وأن تغرسوا فيهم قيم المشاركة، والتعاون، وقبول الآخر، والتسامح، والعمل الجماعي لتحقيق الأهداف المشتركة.
وقال الهلالى إننا نطمح أن نصل إلى مرحلة من التعاون الفعال الذي يُمَكِّنُنا من توحيد المناهج في كافة الدول العربية؛ حتى ينشأ أبناؤنا على قلب رجل واحد، ويجتمعوا على هدف مشترك، تمهيدًا لتحقيق الوحدة العربية المنشودة.