رئيس مجلس الإدارة
محمود إسماعيل
رئيس التحرير
عمرو صحصاح
رئيس مجلس الإدارة
محمود إسماعيل
رئيس التحرير
عمرو صحصاح

مارسنا " الديمقراطية " قبل قراءة " طريقة التشغيل "

النهاردة عيد الحب.. ماشي، كل سنة وكل أهل مصر طيبين، وبمناسبة " الفلانتين " واللون الأحمر اللي بقى اللون الرسمي لمصر منذ ٢٠١١ يعني ده لون دم شهداء الجيش و الشرطة و المواطنين اللي ماتوا من غير ذنب، ولون فانلة منتخب مصر اللي حارق دمنا و مش عارف حتى يتأهل لبطولة من ٢٠١٠، وهو لون فانلة الأهلي اللي غالبا بقي مصدر فرحة الشعب المصري الغلبان، وهو لون مصابيح السيارات العالقة في زحام القاهرة المستمر، وهو لون إشارات المرور التي لم يعد أحد يحترمها، حتي السجادة التي مر عليها موكب الرئيس والتي شغلت بال كل " النشطاء " كان لونها أحمر.
طيب بمناسبة اللون الأحمر ما تيجي نفكر كشعب متقدم و محترم و له تاريخ وجغرافيا، نفكر في حالنا و ما وصلنا إليه بعد ثورات ووقفات وإحتجاجات وإعتصامات وإنتخابات ومحاكمات وأزمات، ونفكر أننا و صلنا لحالة متدنيه في التعبير عن آراءنا و إستخدام الحرية والديمقراطية.
نفكر أننا أصبحنا ٩٠ مليون رئيس وعالم ومفكر وإقتصادي وخبير، وأننا أصبحنا لا نحترم كبير ولا نرعي صغير، وأصبحنا لا نطيق صبراً على أحد ولا نستمع لوجهة نظر أحد.
أصبحنا الشيء و عكسه، ننتخب رئيس و نهاجمه، ننتخب مجلس لننتقده قبل أن يبدأ عمله، نوافق علي دستور لنسخر منه، نقر قوانين لنخترقها، كل هذا لأننا تسلمنا الديمقراطية قبل أن نقرأ " كتالوجها " لنعرف طريقة التشغيل والتحذيرات الواجب مراعاتها حتي لا نهدم بلدنا، أنت تستلقي علي ظهرك و أنت تشاهد مباراة لتلعن اللاعب الذي أضاع الهدف وتشرح الطريقة الصحيحة لوضع الكرة في المرمي، فقط وأنت مستلقي تعبث في أصابع قدميك، والسؤال هل لو كنت مكانه في الملعب هل ستستطيع و ضع الكرة في المرمي؟ 
هل أصبحنا جميعا نفهم في كل شيء في وقت واحد؟ وهل لو قمنا بهذا في الرياضة هل من المنطقي أن نفعل نفس الشيء في السياسة و الأقتصاد ؟ هذا ما يحدث منذ أن قررنا أن نمارس الديمقراطية ونعبث في كل أزرارها في وقت واحد دون أن نراعي تبعات ما نفعله.
لو أقتنعت عزيزي بالسطور السابقة ما رأيك أن نفكر أن نحترم ما وصلنا إليه من مساحة واسعة من الحرية و أن نتجول في تلك المساحة بشكل منظم ولا نحاول السير عكس الإتجاه لمجرد إثبات أننا موجودين و نمارس الديمقراطية .
رحم الله السادات عندما قال " الديمقراطية لها أنياب أشرس من الديكتاتورية ".