استقبال حار لـ"جمال سليمان".. وغياب الحضور عن فيلم "سكر مر".. بالصور.. كواليس "مهرجان الداخلة" بالمغرب
علي مدار 4 أيام فتحت "الداخلة" أبوابها ، لضيوف الدورة السادسة للمهرجان الدولي للفيلم
، والتي نُظمت تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس ، لمدة 4 أيام
، عاشها ضيوف المهرجان بين فن السينما ، والطبيعة الساحرة بداخلة ، وبين تكريمات وأفلام
وندوات وجوائز وجولات سياحية مقدمة من إدارة المهرجان لضيوفه الكرام .
بدأ اليوم ألأول للمهرجان في جولة صباحية إلي الصحراء
الغربية ، والتي توجد فيها الهضبة البيضاء ، تلك الهضبة الرملية العالية الصافية ،
التي تقع داخل المحيط الأطلسي ، وقد أبهرت كل الضيوف خصوصًا النجم الكبير جمال سليمان
، الذي ظل يقف ويتأمل في هذة الطبيعة ذات الجمال الخارق .
وفي المساء بدأ الحفل بقصر المؤتمرات ، والذي حضره
كل من: "وزير الإتصال مصطفي الخلفي ، ووزير السياحة لحسن حداد ، ورئيس المهرجان
شرف زين العابدين ، ومديرة المهرجان أسماء أكريميش" ، وعدد كبير من الضيوف ، وجمهور
الداخلة .
افتتح الحفل الموسيقار وعازف العود الأول في المغرب
"الحاج يونس" ، بمقطوعة موسيقية لأجمل أغاني الراحل عبد الحليم حافظ ، منها
الأغنية الشهيرة "حبك نار" ، والذي تفاعل معها الجمهور بشكل كبير .
الحاج يونس معروف عنه عشقه للتراث المصري والأغاني
والألحان المصرية القديمة ، كما أنه سبق وعزف السلام الجمهوري المصري في العام الماضي
للمهرجان ، أثناء تكريم النجم المصري الكبير محمود عبد العزيز ، ثم تم التعريف بلجنة
التحكيم للأفلام الروائية الطويلة ، والتي تضم كلًا من : "المخرج المغربي إبراهيم
الشكيري ، والكاتب والأديب التونسي محمد السبوعي ، والاعلامي الجزائري علي أودجا".
كما تم أيضًا تكريم 4 أسماء بارزة في عالم الفن
، وهم : "الفنان السوري جمال سليمان ، والفنانة المغربية الكبيرة الشعيبية العذراوي
، والممثلة الإسبانية روث أرماس ، والمخرج السويدي ريتشارد هوبرت" ، والذي لم
يستطيع الحضور بسبب الأجرأت ألأمنية المشددة في أوروبا ، وتعطيل حركة السير ، مما أدي
إلي تأخره عن ميعاد الطائرة .
وقد صور المخرج ريتشارد ، فيديو شرح فيه ما حدث
له ، وصعدت مديرة المهرجان أسماء أكريميش علي المسرح ، وقامت بالتعليق علي الفيديو
، وترجمته إلي اللغة العربية للجمهور ، وقالت أن إدارة المهرجان سوف ترسل له التكريم
، وهي تكن له خالص التقدير والأحترام .
حيث استقبل النجم جمال سليمان بعاصفة من التصفيق
الحار من جمهور الداخلة ، وضيوف المهرجان عندما صعد علي المسرح ووجهه سليمان تحية للشعب
المغربي وللبلد الحبيب ، كما وصفها وقال أن أجمل أعماله تم تصويرها داخل المغرب ومنها
"صقر قريش وربيع قرطبة".
عقب الحفل
عرض فيلم الأفتتاح "طريق واحد إلي انتيبس" ، للمخرج السويدي ريتشارد هوبيرت
، وشهدت أيضًا ندوة التكريم ، التي عقدت في ثاني أيام المهرجان ، والذي حضرها كل من
الفنان جمال سليمان والفنانة المغربية الشعيبية العذرواي ، حضورًا كبيرًا من الجمهور
، وطالت لأكتر من ساعتين ، فتح فيهم الفنان جمال سليمان قلبه وتحدث عن أهمية الفن في
القرب بين الشعوب .
كما أوضح سليمان أنه دفع ثمنًا غاليًا ، نتيجة موقفه
السياسي ، ولكنه لم ولن يقبل تغيير مبادئه ، كما شكر أهل الداخلة والمغرب بأكملهم علي
الترحيب الكبير ، الذي قوبل به ، وقال أنه يعتز بهذا البلد وأهله ، ويري الفنان المغربي
قامة كبيرة .
وأشار سليمان إلى أن المغرب يصور فيه كثير من الأفلام
الأجنبية الكبيرة ، ويشارك الفنانين المغربي بها بأدوارًا كبيرة ومهمة.
كما سقطت دموع الفنانة الشعيبية "العذرواي"
، أثناء حديثها في الندوة ، وشكرت إدارة المهرجان علي التكريم ، وقالت أن هذة التكريمات
بمثابة عودة الروح والتشجيع للفنان .
وقد قام الفنان جمال سليمان بتحيتها ، وقال أنه
يشعر بالفخر والشرف لأنه يُكرم مع فنانة كبيرة ، وأصر علي أخذ الصور التذكارية معها
.
كما شهدت أيضا الدورة السادسة للمهرجان الدولي للفيلم
بالداخلة ، أستضافة السينما السويدية كضيف شرف من خلال عرض ستة أفلام تعرف من خلالها
جمهور الداخلة علي السينما السويدية .
كما تضمن المهرجان أيضًا بانوراما الفيلم الوطني
، وتم عرض ستة أفلام من أخر الأنتاجات السينمائية المغربية ، وفي إطار فقرة تجارب سينمائية
شبابية عرضت الدورة السادسة أربعة أفلام قصيرة لشباب من المغرب ومصر .
أيضًا عقدت ندوة حول الملكية الفكرية والحقوق المجاورة
، بتعاون مع المكتب المغربي لحقوق المؤلفين ، أطلع من خلالها المشاركين علي القوانين
المنظمة لحقوق الملكية الفكرية ، وأهمية التصريح بالانتاجات الفكرية بالنسبة للمشتغلين
في مجال الإبداع الفني .
كما تنافس علي الجوائز داخل المسابقة الرسمية سبعة
أفلام ، منها الفيلم المغربي "عايدة" ، للمخرج إدريس المريني ، والفيلم الأردني
"ديب" ، للمخرج ناجي أبو نوار ، والفيلم العراقي "تحت رمال بابل"
، للمخرج محمد الدراجي ، والفيلم التونسي "شلاط تونس" ، للمخرجة كوثر بن
هنية ، والفيلم المصري "سكر مر" ، للمخرج هاني خليفة ، والفيلم اللبناني
"غدي" ، للمخرج أمين درة ، وأيضًا الفيلم اليمني "نجوم بنت الثمانية
ومطلقة" ، للمخرجة خديجة السلامي .
وفي اليوم الأخير للمهرجان تم الإعلان عن جوائز
الداخلة ، واستطاع الفيلم الأردني "ذيب" ، أن يحصل علي الجائزة الكبري ،
كما فاز الممثل العراقي سامر محمد ، عن دوره في فيلم "تحت رمال بابل" ، بجائزة
أحسن ممثل .
وفازت بلقب أحسن ممثلة الممثلة المغربية "نفيسة
بنشهيدة" ، عن دورها في فيلم عايدة ، بينما خرج الفيلم المصري "سكر مر"
، للمخرج هاني خليفة ، ولم يحصل فقط علي جوائز ، بل لم يحصل أيضًا علي إعجاب الحاضرين
.
حيث كان عدد الحاضرين قليلًا جدًا ، وهذا ما يتعارض
دائمًا مع الأفلام المصرية ، والتي دائمًا ما تأخذ مشاهدة الكبيرة وينتظرها جمهور الداخلة
.
لم يحضر أيضًا أحد من العاملين في الفيلم برغم توجيه
الدعوة لهم من إدارة المهرجان ، وكان من المفروض حضور المخرج هاني خليفة مع الفيلم
، ولكنه اعتذر في الأيام الأخيرة .
وقد أختمتت الدورة السادسة في قصر المؤتمرات عقب
توزيع الجوائز ، وبسؤال شرف الدين رئيس المهرجان عن مدي تقييمه لهذة الدورة ، وما يتمناه
في الدورات القادمة ، قال أنه سعيد بخروج المهرجان بهذا الشكل المشرف ، فهو يعتبر المهرجان
مازال في مرحلة التكوين.
كما وعد شرف الدين الجمهور بالوصول بالمهرجان ،
إلي مرحلة النضج التام في الدورة العاشرة ، ولكنه يعمل من الأن وبكل طاقة لكي تتقدم
كل دورة عن السابقة لها ، وأن هذا مايحدث فعلًا المهرجان منذ بدايته ، لافتًا أنه حريص
علي مستوي الأفلام التي تدخل المسابقة الرسمية ، كذلك المكرمين ، بعد أن كرم أكبر نجوم
الفن في عالم السينما ومصر ، الذين نعتز بهم ، وأبرزهم كلًا من :"النجوم ليلي
علوي , هاني سلامة , يحيي الفخراني , محمود
عبد العزيز" .
وتابع شرف الدين:"أحلم بمنافسة المهرجانات
العالمية وليس فقط المحلية أو العربية" ، وعن الصعوبات التي تعرض اليها المهرجان
هذا العام بسبب التأجيل ، قال : "تم بالفعل تأجيل المهرجان أكتر من مرة ، وكانت
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، وكان ذلك له تأثير سلبي علي الحضور من ضيوف المهرجان ، لأن
معظمهم كان مشغول في التوقيت الحالي خصوصًا أن أصبح المعياد الجديد هو نفس ميعاد مهرجان
قرطاج السينمائي ، وفي نفس الوقت نري جانب أيجابي جدًا وهو الفنان الكبير جمال سليمان
هذا الفنان الكبير بأخلاقة وفنه فهو برغم كونه فنان كبير ومحبوب من أهل المغرب ، إلا
أنه قمة في التواضع والاحترام ، وأصر أنه يأتي الي المغرب ، ويلتزم بكلمته مع إدارة
المهرجان برغم التأجيل ، وبرغم أنه كان مشغول لأنه فنان يحترم كلمته".
واكمل رئيس المهرجان قائلًا:"نحن نعمل طول
العام من أجل هذة الأيام القليلة ، فأنا أسافر وأظل أبحث عن أفضل الأفلام في أكبر المهرجانات
الدولية ، وأهمها مهرجان كان الفرنسي ، فنحن نجري وراء الأفضل من حيث الأفلام والضيوف
المكرمين ، ، وسوف نحصل علي ما نريده يومًا ما".