أنت مَن تحددين قيمتك فكوني كما تريدين

 نعم.. كونى كما تريدين ليس كما يريد الآخرين منكِ، فتأكدى أن نظرة الآخر إليكِ؛ ما هي إلا انعكاس طبيعي لنظرتك أنتِ لنفسكِ، فبدلاً من أن تعملى علي ارضائهم، عليكِ أن تحددى اتجاه نظرهم.

إذا استهنتى بنفسك وقدراتك؛ فلا تستائى من استهانة الناس بكِ، يقول جبران: "النصف هو لحظة عجزك، وأنت لست بعاجز لأنك ليست نصف إنسان، أنت إنسان"، نعم أنت إنسان كامل عاقل ناضج لكى مميزاتك الخاصة، استمتعِ بايجابياتك وعدلي سلبياتك، تحدى ضعفك، إبحثى داخل نفسك، واستغلِ قدراتك وطاقاتك الكامنة لتعيشي حياة أسعد، فالسعادة الحقيقية، ليست بما تملكين، ولكن بإمكانية استخدامها بشكل عاقل.

كونى أكثر مرونة وصولا لتحديد أهدافك، فكري في حياتك بمنطق آخر، حاولى أن تريها بزاوية أخرى، امنحى نفسك وقتًا كافيًا للتفكير، خطتى حياتك بشكل جديد لتكونى أفضل، ارتفعى بسقف آمالك، واعلمي أن الزواج هو إضافة رائعة لحياتك السابقة، ليس نقلة من حياة إلي أخري، فلا تجعلى الزواج هو آخر طموحاتك، تتوقف عندها حياتك لتذوبِ فيها بحثًا عن نيل الرضا، احتفظي بحياتك التي خطتِ لها، وأضيفي لها زوجًا تعيشين معه وليس له. ما أجمل الإهتمام، ولكن حذارِ أن يصبح اختناق، تتبادل فيه الاتهامات وتصبح التصرفات تحت ميكرسكوب الترقب والنقد. لا تجعلى زوجك، هو محور حياتك، ومفتاح سعادتك في يده، فإن كان للسعادة مفتاح فأنت أكثر الناس حفاظا عليها، أسعدِ نفسك بنفسك، وتأكدى إن لم تكونى سعيدة من داخلك لن تسطيعي منح السعادة لغيرك. نحن في حاجة مستمرة لإعادة تقدير لذاتنا، ألسنا قادرين على  اسعادها؟، وجهى لنفسك هذا السؤال دائمًا، ألم تكوني قبل الزواج سعيدة، تعرفِ كيف تستمتعين بوقتك؟، فلماذا أصبح الآن زوجك هو مصدر سعادتك الوحيد؟، استوعبى مساحة الحرية، "عيشِ حياتك وخليه يعيش حياته"، فحينها تأكدى أن زوجك يشعر بنوع من الراحة، متي تتخلصين من الضغط النفسي؟، لأنه لم يعد يشعر أنه المسؤل الوحيد عن اسعادك، ولا يشعر بالذنب لانشغاله عنك، علي العكس سوف تجديه يقترب منك أكثر، ويعمل جاهدًا علي تخصيص وقتًا لكِ يستمتع بوجوده معكِ، فهو لا يشعر بالقيود بعد.

لا تستسلمي للاعتماد الكلي علي زوجك، اعتماد عاطفي، مادي، روحي، كونى مستقلة ولو بشكل جزئي، وأعني بالاستقلال هنا أن تحبين نفسك وزوجك وبيتك وحياتك وأطفالك بنفس القدر.

أوقفى هدير عاطفتك نحوه، فمتي غرق الرجل في بحر العاطفة والإهتمام الزائد يفر هاربًا ليلتقط أنفاسه بحثًا عن طوق نجاة ترمي به إلي شاطئ شحيح المياه، ممتلئ بالشوائب فرحًا بقدرته علي التنفس.

وجهى عاطفتك نحو نفسك احضنيها، اعتني بها، دلليها، لا تنتظري المكافأه من زوجك فحسب بل قومي أنت بمكافأتها فانت تستحقين. فبذلك لن تشعري بالإحباط ولا المشاعر السلبية تجاهه، وسوف تسعدين بالقليل منه. هناك مثل فرنسي يقول: "تفضل أن تكون المرأة جميلة أكثر من أن تكون ذكية، لأنها تعلم أن الرجل يري بعينه، أكثر مما يفكر بعقله"، وأنا أقول لكِ، متي تكونين أكثر ذكاءً، تصبحين أجمل في نظر رجل أكثر رقي، أكثر عقلانية، يعي أهمية المرأة، يحترم قدراتها ومسئوليتها، فيجد فيكِ جمالا لم تجدينه أنتِ في نفسك من قبل، فالمرأة لم تخلق لتكون محط إعجاب الرجال جميعًا، بل لتكون مصدر سعادة رجل واحد فقط.

نعم.. في مرات عديدة نسقط وننكمش علي أنفسنا بسبب قرارات خاطئة أو ظروف تحيط بنا، فنشعر حينها أنه لا قيمة لنا، فتذكري حينها أن قيمتك لا تفقد فأنت شخصية مميزة.

لا تدعي خيبات آمال الأمس تلقي بظلالها علي أحلام الغد، هل تفقد النقود قيمتها حين تتبعثر علي الأرض؟، أو يفقد الذهب قيمته يومًا مًا؟ فسرعان ما يعاد تشكيله من جديد، بل ويكون أكثر جمالا، فهو يشكل من جديد بمنظور مختلف وذوق أكثر ابتكارًا.

حاولى دائمًا لا تنسي ذلك أبدًا: قيمة الشخص هو ما تحددينه أنت، فختاري لنفسك أفضل القيم. لذلك اسمحِ لي أن أهمس في أذنك: "أنت لؤلؤة متألقة، تكمن في صدفاتها، فاللآلئ تزداد قيمتها كلما تركت تكبر وتنضج، فلا تتعجلِى الخروج".