"وشوشة" ترصد برامج المقالب من الضحكة الحلوة لـ"الموت المصُطنع".. إبراهيم نصر: سخافة.. وخيرالله: مفتعلة

ماجدة موريس: برامج المقالب تطورت من سيء إلى أسوأ

 

طارق الشناوي: مقدم البرنامج يتعمد على زيادة جرعة الصخب للحصول على أجر أعلى

 

لطالما كانت الكاميرا الخفية البرنامج المفضل لكل فئات المجتمع ينتظرونه لمشاهدة المواقف الطريفة والخدع والمقالب، ولكن كانت تعتمد فكرتها فى بدايتها على عمل المقالب فى شخصيات عامية وأفراد من الشارع، ولكن على مر الزمان تحولت إلى تخويف شخصيات مشهورة وفنانين ولاعبي كرة القدم؛ لعل السبب الرئيسي فى هذا التحول هو رغبة القائمين على العمل فى ارتفاع نسبة مشاهدتهم .

 

 

فقد أصبحت الآن هذه البرامج عادة رمضانية، مؤكدة كل عام، لا يختلف بها إلا الفكرة الأساسية، إلا أنها تدور حول استضافة فنان ومحاولة استفزازه أو وضعه تحت ضغط نفسي سواء بطائرة أو بمكان مغلق تحت الأرض أو تعريضه للغرق فى الماء، وغيرها من المواقف التى تقوم على ترهيب الفنان، بعد أن كانت تقوم على إجراء مقالب طريفة فى المارة بالشارع أو المحلات أو غيرها دون اللجوء إلى التخويف .

 

 

وتعتمد برامج المقالب على رد الفعل العفوي للشخص الذى يجرى عليه المقلب فى شكل كوميدى بخفة دم؛ مما يجعل المشاهد فى قمة سعادته عند مشاهدتها .

 

"الكاميرا الخفية" مع فؤاد المهندس

 

كانت بداية هذه البرامج مع الفنان الراحل "فؤاد المهندس" من خلال برنامج "الكاميرا الخفية" عام 1983، وكانت فكرته تقوم على إجراء مقالب داخل أحد المطاعم، ويقوم أحد من فريق العمل باستفزازه، وأخذ الأكل منه، وينتهى الموضوع بضحك عندما يعلم أنه مقلب.

 

 

رحلة الإمام من "حسين على الهواء"إلى "كلام حسين"

 

ثم قام الفنان "حسين الإمام" بتقديم برنامج "الكاميرا الخفية" بأكثر من شكل من خلال برنامج "حسين على الهواء"، "حسين على الناصية"، "عفاريت حسين"، "ما تيجى أقولك"، "كلام حسين" الذي كانت تقوم فكرتهم على استضافة أحد الفنانين على أنه برنامج فنى، ووضع الضيف فى موقف كوميدى خفيف، ويستقبله الضيف بضحكة.

 

 

إبراهيم نصر يُغير مفهوم الكاميرا الخفية بـ"زكية زكريا"

 

كذلك برنامج "الكاميرا الخفية " مع الفنان إبراهيم نصر كان هو الأبرز والأشهر من نوعه ولازال حتى الآن محفورًا فى أذهاننا، وكانت تعتمد فكرته على "زكية زكريا" السيدة التى تعمل فى أحد المحلات أو تتجول فى الشوارع، ويقوم بالصدفة على أشخاص عاديين من الشارع يجرى عليهم المقلب، وسؤالهم فى نهاية الحلقة هل أنتم موافقون على إذاعته أم لا؟، وكان فى الأغلب يوافقون.

 

 

عمرو رمزى في "حيلهم بينهم"

 

ثم بدأ مرحلة برنامج "حيلهم بينهم" مع الفنان عمرو رمزى الذى كان يعتمد على استضافة أحد الفنانين، واستضافته إلى حد الخروج عن شعوره، ومن الممكن أن يقوم بضرب المذيع أو التشاجر معه.

 

 

"نجومنا فى اليابان" لـ"نشوى مصطفى"

 

وبرنامج "نجومنا فى اليابان" الذى كانت تقوم بتقديمه الفنانة "نشوى مصطفى"، وكانت فكرته تقوم على مذيعة يابانية لا تتحدث العربية بطلاقة، ثم ينتهى المقلب باكتشافهم أنها نشوى مصطفى فى إطار كوميدى خفيف.

 

 

"حيلهم بينهم من الآخر" لـ"إنجى علي وإدوارد"

 

وبرنامج "حيلهم بينهم من الآخر" الذى كان يقوم بتقديمه الإعلامية "إنجى علي" والفنان "إدوارد"، ويقوم على استضافة أحد الفنانين والعمل على استفزازهم ليكتشفوا فى النهاية أنه مقلب مدبر ومشترك مع "إدوارد".

 

 

"حيلهم بينهم كمان وكمان"

 

كذلك برنامج "حيلهم بينهم كمان وكمان" الذى يعتمد على استضافة فنان ووجه جديد يقوم باستفزاز الفنان، وقد يصل إلى حد الضرب والتشاجر والاشتباك بالأيدي بينهم.

 

 

"فلفل شطة "

 

وبرنامج "فلفل شطة " الذى يقوم على إقناع الضيف بوجود مسابقة فى الطبخ، وهناك جائزة يقدمها البرنامج للفائز، وتقوم ممثلة البرنامج باستفزاز الضيف ليصل إلى التشاجر بالأيدي .

 

 

"بفلوسى"

 

كذلك برنامج "بفلوسى" الذى يقوم على إقناع الفنان بوجود فيلم جديد، ويجلس مع أحد المنتجين الذى يتحدث بالأموال أغلب الوقت، ويقوم باستفزاز الضيف، ولكنه ينتهى قبل معرفة رد الفعل على أنه مقلب.

 

 

مغامرات رامز جلال من "رامز قلب الأسد" إلى "رامز واكل الجو"

 

وتعد برامج الفنان "رامزجلال " بداية من "رامز قلب الأسد" ، "رامز قرش البحر" ، "رامز واكل الجو"، "رامز عنخ أمون" من أكثر البرامج مشاهدة فى رمضان وأكثرهم إثارة ضجة كل عام والأكبر ميزانية باختلافه وسائله، التى تعتمد على ترهيب الفنان فى البحر والجو أو تحت الأرض، وغيرها من الوسائل التى تنتهى بالتشاجر والضرب والسب .

 

 

هانى رمزى في "هبوط اضطرارى"

 

كذلك برنامج "هبوط اضطرارى" الذى يقوم بتقديمه الفنان "هانى رمزى"، ويقوم على إجراء مقلب فى الفنانين بإقناعهم أن الطائرة ستهبط بشكل مفاجئ فى أى مكان .


 

لاعب كرة القدم إبراهيم سعيد "المشاغب"

 

وأخيرًا برنامج "المشاغب" الذى يقدمه لاعب كرة القدم "إبراهيم سعيد"، ويقوم على استفزاز الفنان إلى حد التشابك بالأيدى والضرب.

 

 

ماذا قالوا عن برامج المقالب؟

 

وحول تطور برامج المقالب على مرور أكثر من عشرين عامًا من الضحك من القلب إلى الصراخ والخوف والترهيب والسب والتشاجر والتشابك بالأيدى.

 

 

ماجدة موريس: برامج المقالب تطورت من سيء إلى أسوأ

 

أكدت الناقدة الفنية "ماجدة موريس" في تصريح خاص لـ"وشوشة" أن "برامج المقالب تطورت من سيء إلى أسوأ، فقد كانت هذه البرامج عبارة عن فكرة اجتماعية، ونوع من الفكاهة ومقلب مسلي غير مسيء لأى شخص، ثم تطورت إلى إثارة الهلع والخوف لإخراج أسوأ ما فى الإنسان، ومن أفراد عاديين إلى فنانين، قائلة: "ما الفائدة التى تعود على الشخص الذى يقوم بمثل هذه البرامج، هل يقوم بدفع الأموال للشماتة بالضيوف ومشاهدتهم يصرخون وترهيب الجمهور"، مؤكدة أن هذه البرامج بها قدر كبير من سوء النية واستخدام الأموال بشكل سيء ليس به أى خير، ففى أوروبا بعض هذه البرامج يتم إعطاء العائد من هذه البرامج للجمعيات الخيرية، أما فى مصر يتم إعطاء النجوم مبالغ ضخمة عوضًا عن الأذى الذى يتعرضون له، كما أنها تساهم فى تدمير الأخلاق فى المجتمع، وأن يصبح المشاهد بلا قلب، وربما لا يصدق ما يحدث حوله من أخطار حقيقية بسبب ما يشاهده.

 

 

ماجدة خيرالله: برامج سخيفة ومفتعلة

 

فى حين اعترض بعض النقاد، التعليق على مثل هذه البرامج، وقالت الناقدة "ماجدة خيرالله" فى هذا الصدد: "إن هذه البرامج سخيفة ومفتعلة لا يوجد بها أى جديد، ورفضت تقييمها، والتعليق عليها"، مؤكدة أن مثل هذه البرامج تقوم على الفكرة نفسها كل سنه، وتسيء للضيوف وللمشاهد".

 

 

طارق الشناوى: مقدم البرنامج يتعمد على زيادة جرعة الصخب للحصول على أجر أعلى

 

كما أكد الناقد الفنى "طارق الشناوى"، فى تصريح خاص لـ"وشوشة" أن هذه البرامج فى الماضى كانت لعبة مع الجمهور، وجزء كبير منها كان به نسبة شك فى الفبركة خاصة فيما يتعلق بالحركة والإضاءة صعب إلا يكون هناك اتفاق مسبق مع الضيف، فقد كانت هذه البرامج تعتمد على اللعب مع الجمهور، وتحولت إلى اللعب على الجمهور، وكلما زاد الصخب فى هذه البرامج زاد الأجر؛ لذلك يتعمد الشخص القائم بالمقلب زيادة الجرعة للحصول على صراخ أكثر، مؤكدًا أن بعض حلقات رامز جلال مفبركة خاصة حلقة هنيدى ومصطفى كامل ومحمد رمضان، وإدوارد أجرى عليه المقلب نفسه فى الطائرة مرتين أحدهما ببرنامج رامز والآخر بهبوط اضطرارى، وفى المرتين قام بالتقيؤ، وإجراء نفس رد الفعل قائلا: "المشاهد ليس بهذه السذاجة التى يظنوها".

 

 

إبراهيم نصر: برامج المقالب كانتت تتكلف 6 ملايين جنيه والآن وصلت إلى أكثر من 50 مليون


وأخيرًا أكد نجم برنامج الكاميرا الخفية الأول "إبراهيم نصر" لـ"وشوشة" إن برامج المقالب تحولت من حالة ضحك جميلة بسيطة وراقية وضحك هستيرى من أول لحظة إلى آخر الحلقة إلى حد الصراخ والإغماءات والبكاء، فإذا كان البرنامج مدته 15 دقيقة منهم 14 دقيقة بكاء، وصراخ وليس به أى نوع من أنواع الضحك، حتى بعد اكتشاف الفنان أو الضيف أنه مقلب يطلب منه أن يضحك أو يغنى فهذا يعد أى نوع من السخافة!، مؤكدًا أن المعلنين مشاركين رئيسين فى هذه البرامج؛ لإنهم يقبلون عليها بشكل كبير، فلماذا يقبلون بمثل هذه الأمور؟ هل بسبب أنها ظريفة أم بسبب تغير طبيعة الشعب المصرى الذى أصبح يرى الدم والصراخ على أنه شيء مضحك وسيحظى بمشاهدة عالية؟!! "

 

وأضاف "نصر" أن مثل هذه البرامج من الممكن أن تكون سببًا فى قتل الضيف، فهناك عديد من ضيوف رامز جلال تعرضوا للخوف حد مسكهم بقلوبهم، حيث لم يكشف عليهم طبيًا قبل إجراء المقلب عليهم، وذلك معناه أن الموت مباح".

 

واستدرك إن الجهاز الفنى والتليفزيون لعبوا دورًا خطيرًا جدًا فى خراب الذوق المصرى، وأنه كما يحدث فى مصر أن أيادى خفية تتلاعب الاقتصاد والسياسة، وهناك أشخاص مأجورون داخل الجهاز الإعلامى تجعل المشاهد يقبل مثل هذه البذاءات والضحك عليها حتى لا يعترض على ما يحدث فى الشوارع فيما بعد ".

 

وحول ميزانيات هذه البرامج، فقد أكد أن برامج الكاميرا الخفية مسبقًا كانت تتكلف 6 ملايين جنيه لإضحاك المشاهد الآن، قد تصل إلى 50 مليون كحد أدنى؛ بسبب الإمكانيات الضخمة، كذلك كانت تستضيف أشخاص عاديين الآن تستضيف فنانين".

 

وفى النهاية قال: "إن حلقات زكية زكريا كان الضحك بها للرٌّكب، ولن تنتهى هذه الأسطورة إلى آخر يوم فى عمرى، وستظل تحظى بنسبة مشاهدة على مر السنين".