رئيس مجلس الإدارة
محمود إسماعيل
الإشراف العام
أحمد الهواري
رئيس مجلس الإدارة
محمود إسماعيل
الإشراف العام
أحمد الهواري

بالصور.. حكايات لا تعرفها عن أمين الهنيدى فى ذكرى رحيله: ترك الملعب من أجل الفن.. و2000 جنيه منعت أهله من استلام جثته

يبدو أن نجوم الكوميديا الذين استطاعوا رسم الضحكات على شفاه الجمهور، قّدر لأغلبهم أن يعيشوا أواخر أيامهم في فقر وحاجة ونكران للجميل، ومن هؤلاء الفنانين الراحل أمين الهنيدي الذى يُعد واحداً من أبرز نجوم الكوميديا بالمسرح في فترة الستينيات والسبعينيات، كما برع في عدد من الأعمال السينمائية التي أظهرت موهبته وخفة ظله حتى وفاته.

"وشوشة" تلقى الضوء على مسيرة الراحل أمين الهنيدى فى ذكرى رحيله والتى تواكب اليوم 3 يوليو. 

اسمه الحقيقى أمين عبد الحميد محمد الهنيدي، ولد يوم 24 أكتوبر 1925 في مدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية، ثم جاء إلى القاهرة مع والده الذي فرضت عليه طبيعة عمله التنقل الدائم بين المحافظات، فالتحق بمدرسة شبرا الثانوية ثم بكلية الآداب. 

قرر “الهنيدي” ترك كلية الآداب والالتحاق بكلية الحقوق التي تركها أيضاً ليلتحق بالمعهد العالي للتربية الرياضية الذي تخرج منه عام 1949، وعمل مدرساً للتربية الرياضية ثم رُقي إلى أن وصل لمنصب مدير عام النشاط الرياضي.

 في عام 1969 تزوج الفنان أمين الهنيدي وأنجب ثلاثة أبناء هم “صالح– عبد الحميد- محمود”.

 بدأ مشواره الفني وهو لا يزال طالباً في الثانية عشرة من عمره، حيث كان يلقي المنولوجات الفكاهية للكوميديان “إسماعيل ياسين” و”ثريا حلمي” في العديد من الحفلات، كما انضم إلى فرقة التمثيل بمدرسة شبرا الثانوية.

 وفي عام 1939 انضم الكوميديان المصري إلى فرقة الريحاني التي قدم معها مسرحية واحدة، ثم سافر إلى السودان عام 1954م في مهمة عمل رسمية وهناك التقى بالفنان “محمد المصري” الشهير بـ”أبو لمعة” وكونا معاً فرقة مسرحية بالنادي المصري بالخرطوم.

عقب عودته إلى القاهرة بدأ “الهنيدي” مشوار الاحتراف الفني حيث التقى بالفنان “عبد المنعم مدبولي” الذي اشترك معه في تقديم برنامج إذاعي شهير بعنوان “ساعة لقلبك”، محققاً نجاحاً هائلاً في الإذاعة المصرية لسنوات عديدة، انضم بعدها إلى فرقة الفنانة “تحية كاريوكا”. كما عمل في مسرح التلفزيون وقدم من خلاله عدد من الأعمال المسرحية المتميزة، من أبرزها: “لوكاندة الفردوس” و”المغفل” و”شارع البهلوان” و”شفيقة ومتولي” و”جوزين وفرد” و”أصل وصورة” و”عبود عبده عبود” و”سد الحنك” و”سبع ولا ضبع” و”عائلة سعيدة جداً”.

 لم تتوقف الموهبة الفنية لدى الهنيدى على العمل المسرحي فقط، بل اتجه أيضاً إلى السينما، وقدم بها أول أدواره عام 1961م من خلال فيلم “الأزواج والصيف”، ليبلغ رصيده السينمائي بعد ذلك حوالي 40 فيلماً، منها “شنطة حمزة” و”الحدق يفهم” و”غرام في الكرنك”. 

الهنيدي أو كما اشتهر بـ«فهلاوي» في البرنامج الإذاعي ظل كذلك حتى بعد أن انتقل للمسرح لا يشغله كثيرًا ترتيب اسمه على الأفيش أو حين يتم تقديم الممثلين، وروى أنه حينما كان يجد اسمه على الأفيش في المرتبة قبل الأخيرة كان يطالب بتعديل وضعه ليكون الأخير!! الفنان الكوميدي برّر ذلك بأنه حينما كان يرى اسمه في نهاية سيدفعه ذلك على بذل المزيد من التعب والمجهود لكي يرفع اسمه عن تلك المرتبة بنفسه وليس باختيار القائمين على العمل الفني. 

أمين الهنيدي أكد، في حوار إذاعي نادر، أنه كان حريصًا على التمثيل كفن رفيع وليس سعيًا إلى الشهرة والنجومية، ولهذا فقد حقق شهرة كبيرة مع شخصية الشيخ حسن بمسرحية «شفيقة القبطية»، وتأكد وقتها أن أداءه لم يكن سطحيًا أو تافهًا وأعطته الثقة بمدى أهمية موهبته ولفتت أنظار النقاد تجاهه بشكل أكثر أصالة.

 الهنيدي عانى قبل وفاته عام 1986 من مرض عضال كان يتطلب أموالًا طائلةً للعلاج وفترات طويلة من الراحة، لذلك ابتعد ولأول مرة في حياته عن المسرح والسينما بعد أن قدم آخر أفلامه «القطار» مع نبيلة السيد، أما وقوفه على خشبة المسرح فكانت قبل ذلك بعام في آخر مسرحياته «عائلة سعيدة جدًا» مع زبيدة ثروت عام 1985. 

نجم الكوميديا توفي في المستشفى دون أن يستطيع سداد باقي مصروفات علاجه والتي قدرت بألفي جنيه، ولم يحصل ذويه على جثته إلا بعد سداد هذا المبلغ الذي لا يمكن مقارنته إطلاقًا بما كان يجنيه عن أعماله الفنية.