"في اليوم العالمى للصداقة".. فنانون أصدقاء على الشاشة وأعداء فى الواقع :"قطيعة" بين الشريف ورمزى..الزعيم لم يحضر جنازة "صاحبه".. وحسن يوسف غاب عن مشهد وداع السندريلا .. وبحور خلافات بين الهضبة وفؤاد

كأىّ وسط اجتماعى وإنسانى ومهنى، تتّسع العلاقات فى الوسط الفنى والسينمائى، وتخرج خارج حدود الاستوديوهات وأبعد من عيون الكاميرات، فتنشأ صداقات وعلاقات أسرية وإنسانية حميمة، تنعكس على الكيمياء والتناغم الفنى بين كثيرين من النجوم، فتراهم يشتركون فى البطولات والأعمال الناجحة.

ولكن حمل الواقع مشاهد أليمة بعيدة كل البعد على ما أظهرته الشاشة من صداقات كانت فى الحقيقة عداوة أنتهى بقطيعة ، لاسيما أن الاصدقاء على الشاشة قد يتقابلا فى الواقع ، ولا يلقى بعضهم السلام على رفيق دربه وبعضهم غاب عن البطولات الاخيرة فى حياة أصدقاؤهم وهى مشاهد وداعهم للقبور قد يكون من الصعب على أى فنان أن يتحمّل خبر وفاة صديق عمره ورفيق مشواره وتعبه ونجاحه ونجوميته، ربما لهذا ، أو لسبب آخر لا منطق له ولا حجة.

فنحن لم نُشاهد نجوم الصف الأول فى جنازات أصدقائهم المقرّبين، ليكون الإنفصال عميقًا هذه المرة ، حتى وإن حمل التاريخ مودّة ، وإقترابًا سجّلته ذاكرة الكاميرات والشاشات ودور العرض، ورغم اليقين الكامل بأن وداع الأحبة والرفاق أمر صعب ، ولكن الدهشة تظلّ حاضرة أمام صداقات الشاشة وعدوات الواقع ، التى حملت هروب النجوم من لعب أدوارهم الأخيرة أمام أصدقائهم، فى بطولاتهم الأخيرة أيضًا. وفى اليوم العالمى للصداقة.

وتلقى "وشوشة" الضوء على أًصدقاء الأمس أعداء اليوم ، بمناسبة الإحتفال اليوم ، باليوم العالمي للصداقة ، من خلال التقرير التالى.


قطيعة عمر الشريف وأحمد رمزى 


لعل من أكثر الصداقات الفنية قوة بين الفنانين القدامى، تلك الصداقة التي جمعت بين الفنانين عمر الشريف وأحمد رمزى، فبعد نجاح فيلم (أيامنا الحلوة)، الذي ضم في بطولته فاتن حمامة وعمر الشريف والوجهين الجديدين المطرب عبدالحليم حافظ. 

والنجم أحمد رمزي تولدت صداقة قوية بين عمر وأحمد رمزي فكلاهما كانا يمثلان آنذاك الموجة الجديدة لشباب تلك الحقبة الزمنية.وارتبط الاثنان ارتباطا قويا ، حتى إن فاتن حمامة زوجة الشريف وقتها كانت تغار من هذه الصداقة، خصوصا أن عمر وأحمد كانا قد تعاهدا ألا يمثل أحدهما فيلما إلا إذا كان الثاني يشاركه فيه، وكان هذا ميثاقاً بينهما غير مكتوب، ولكن هذه العلاقة لم تستمر. 

حيث اختلف الفنان عمر الشريف مع أحمد رمزي وحدث بينهما سوء تفاهم زادته تدخلات البعض لإفساد العلاقة التي انقطعت لمدة 8 سنوات تقريبا حتى تم الصلح بينهما وتصافيا مرة أخرى، ليعودا مرة أخرى إلى صداقة أقوى من ذي قبل على الرغم من خلافهما الكبير وقتها.  

عربون صداقة آنذاك عرض الفنان صلاح ذوالفقار على فاتن حمامة ، بطولة فيلم تشارك فيه عمر الشريف، ولكن الأخير تنازل عن البطولة لأحمد رمزي كعربون صداقة واعتذار عما فعله فيه ، إبان تصوير فيلم "صراع في المينا" ، نتيجة للخلاف الذى حدث بينهما ، عندما شحن المخرج عاطف سالم عمر الشريف وقتها ، ضد أحمد رمزي ، مما أدى إلى تعامل عمر معه بقسوة خلال أحداث العمل، لدرجة أنه كان يقوم بضربه بشكل حقيقي في أحد المشاهد واستمرت العلاقة طيبة بينهما بعد ذلك. 

وفى جنازة أحمد رمزى قبل سنوات قليلة لم يظهر عمر الشريف ، كما لم يظهر فى العزاء ، رغم حجم المودة والصداقة والعلاقة الإنسانية والفنية بينهما ، والتى تعود إلى حوالى 60 عامًا ، بينما أشارت بعض الصحف ووسائل الإعلام الفنية ، إلى أن عائلة “الشريف” قد أخفت عنه خبر وفاة صديقة ، حتى لا تنتكس حالته الصحية والنفسية. 


سعاد حسنى و حسن يوسف


لم تستطيع الكلمات وصف حجم ومكانة وتأثير سعاد حسنى فى الساحة الفنية ، وفى قلوب وعقول جمهورها ومحبّيها ، فهي من ضمن الممثلات اللاتي تمتّعن بجمال ساحر لا مثيل له ، وبروح خفيفة وساحرة لا يملك الإنسان إلا أن يقع فى أسرها، فأصبحت فنانة من الدرجة الأولى.  

عملت سعاد حسنى فى المجال الفنى لأكثر من ثلاثين عامًا، منذ ظهورها الأول فى أواخر الخمسينيات فى فيلم “حسن ونعيمة” إلى جوار المطرب الكبير محرم فؤاد، وقد قدمت خلال هذه الأعوام الطويلة العديد من الأعمال، أكثرها فى السينما، إلى جانب عدد من المسلسلات التليفزيونية.

وقد لعبت سعاد حسنى بطولة العديد من الأعمال السينمائية المتنوّعة، وشاركها البطولة طابور من النجوم والنجمات على امتداد مشوارها الفنى، بدءًا من محرم فؤاد وعبورًا على شكرى سرحان ورشدى أباظة وحسن يوسف وانتهاء بنور الشريف وأحمد زكى.

ويُعد حسن يوسف أحد أكثر النجوم الذين شاركوها بطولة عدد كبير من الأفلام، وكان بينهما ما يشبه الثنائى الفنى، إلى جانب صداقة حميمة وعلاقة إنسانية وطيدة خارج الاستوديوهات وبعيدًا عن عيون الكاميرا، وفى رحيل سعاد حسنى لم تُسجّل وسائل الإعلام المرئية وجود الفنان حسن يوسف فى العزاء.


عادل أمام و سعيد صالح  


كغيره من النجم والفنانين والمبدعين ، الذين تركوا أثرًا بارزًا فى نفوس محبيهم ومتابعيهم ، سيبقى سعيد صالح حيًّا بأعماله السينمائية والمسرحية لسنوات طويلة، بعد أن زرع الابتسامة داخل كل بيت مصرى وعربى ورسمها على شفاه كل صغير وكبير، فأصبح واحدًا من أصحاب البصمات الكبيرة والمؤثرة فى تاريخ المسرح والسينما. 

استطاع سعيد صالح أن يكوِّن ثنائيًّا ناجحًا مع رفيق دربه الزعيم عادل إمام، ولعبا معًا دورى البطولة فى أنجح مسرحية مصرية معروفة للمشاهدين، وهى “مدرسة المشاغبين”، إضافة إلى الفيلم الأنجح والأشهر “سلام يا صاحبى”، وغير هذا من الأعمال السينمائية والمسرحية والتليفزيونية، وكان آخر لقاء جمعهما فى فيلم “زهايمر”، الذى شارك فيه سعيد صالح كضيف شرف.

وفى رحيل سعيد عن عالمنا لم يكن للفنان القدير عادل إمام أى تواجد فى جنازة صديق العمر ورفيق المشوار، ولم يعلم الجمهور سببًا لتخلّف عادل إمام عن حضور جنازة سعيد صالح أو عزائه. 


خلافات نادية و نبيلة 


على الرغم من الصداقة القوية ، التي جمعت بين الفنانتين نبيلة عبيد ونادية الجندي ، فإن المنافسة الساخنة ، التي كانت بين النجمتين كانت سببا كبيرا وراء انتهاء الصداقة بينهما، فلم تستمر طويلاً، ونجحت الخلافات في أن تحولها لمجرد علاقة عادية، ومن الممكن أن تصل في أي وقت لخلافات وهجوم شديد على صفحات الجرائد والمجلات. 

وربما كانت الغيرة الفنية والمنافسة الساخنة بين النجمتين سبباً في أن تصبح العلاقة بينهما مضطربة وتسيطر عليها الخلافات من وقت لآخر، مثلما حدث مؤخرا عندما أطلقت نادية الجندي على نفسها، وفى أفيشات أفلامها (نجمة الجماهير) فغضبت نبيلة عبيد، وأطلقت على نفسها لقب (نجمة مصر الأولى)، وازداد الصراع وتدخل الوسطاء وتم الصلح بعد فترة خصام طويلة. 


عمرو دياب و محمد فؤاد 


ومن هذا الجيل إلى جيل آخر كانت شكل العلاقة والصداقة فيه دون أي معالم واضحة ، فربما بدأت بصداقة وانتهت سريعا ، وكان الأشهر في جيل التسعينات هو شكل الصداقة القوية ، التي ربطت بين عمرو دياب ومحمد فؤاد، اللذين كانت تجمعهما صداقة قوية ، نظرا إلى كونهما من جيل واحد، وكانا دائما في حالة منافسة ساخنة. 

ولكن بدأ يسيطر على هذه العلاقة أيضا جانب المصالح الشخصية ، وهو ربما كان الدافع القوي وراء إطلاق العديد من الشائعات من وقت لآخر عن سوء العلاقة بين النجمين، فظلا يحاولان من وقت لآخر السيطرة عليها بظهورهما معا وتفنيد الشائعات، لكنها تحولت لصداقة عابرة مؤقتة بفعل الزمن ورغبة الآخرين.


شريف منير و وائل نور


أيضًا في تلك الفترة ، كان من أشهر النجوم الذين جمعتهم صداقة قوية الفنانان شريف منير ووائل نور، والتي انتهت أيضا بعد رحلة طويلة كانا أقرب فيها للإخوة، ولكن تراجعت تدريجيا، خصوصا في السنوات الأخيرة ، بعد أن علا نجم الفنان شريف منير.