رئيس مجلس الإدارة
محمود إسماعيل
الإشراف العام
أحمد الهواري
رئيس مجلس الإدارة
محمود إسماعيل
الإشراف العام
أحمد الهواري

بالصور .. حقائق لا تعرفها عن صالح سليم فى ذكرى رحيله الـ 13: أجبر "مبارك" على احترام "بروتوكول الأهلى".. و"الخيبة" وراء اعتزاله السينما.. وهزمه "سرطان الكبد"

لقبه الكثيرون برئيس جمهورية الاهلى، رحل عن عالمنا منذ 13 عاماً ولا تزال ذكراه حية بين الجماهير، خلدت مواقفه تاريخ لم ولن ينسى تتناقله الاجيال بمزيد من الفخر والاعتزاز، وضع مبادىء راسخة لقلعة الوطنية وسار شعاره "الاهلى فوق الجميع" نهجاً لأكبر ناد فى الشرق الاوسط.

  إنه المايسترو صالح سليم الذى تحل غدا الاربعاء الذكرى الثالثة عشرة لرحيله، وبهذه المناسبة تستعرض "وشوشة" فى التقرير التالى مشوار صالح سليم أسطورة الاهلى.

 ولد صالح سليم يوم 11 سبتمبر لعام 1930 في حي الدقي بمحافظة الجيزة، والده هو الدكتور محمد سليم أحد رواد طب التخدير في مصر، ووالدته السيدة زين الشرف من العائلة الهاشمية حيث أن والدها من أشراف مكة المكرمة. له شقيقان هما “عبد الوهاب” و”طارق”، حصل علي بكالوريوس التجارة، وتزوج من السيدة زينب لطفي التي أنجب منها ولدين هما (خالد “متزوج من الفنانة يسرا” وهشام “ممثل”). 

عشق “صالح سليم” كرة القدم منذ طفولته، وانضم إلى فريق المدرسة ثم منتخب المدارس الثانوية أثناء دراسته بالمدرسة السعدية، وفي عام 1944 انضم إلى صفوف الناشئين بالنادي الأهلي بعد أن اكتشفه الأستاذ حسن كامل المشرف على فريق الأشبال بالنادي.

 انتقل “سليم” في نفس العام لصفوف الفريق الأول للنادي الأهلي الذي استمر في اللعب معه حتى عام 1963، قبل أن يترك النادي للاحتراف في فريق جراتس النمساوي، ثم عاد مرة أخرى للنادي الأهلي لإكمال مسيرة نجاحه حتى عام 1967 حيث قرر اعتزال اللعب، وفى نوفمبر من نفس العام منحه الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر وسام الرياضة. 

كان اللاعب الراحل دائماً ضمن القائمة الأساسية للنادي الأهلي والمنتخب المصري حتى اعتزاله عام 1967، واستطاع أن يحقق مع النادي 11 بطولة دوري من أصل 15 بطولة شارك بها منذ بداية الدوري المصري لكرة القدم عام 1948، وكذلك حقق مع النادي الأهلي بطولة كأس مصر 8 مرات، كما أحرز مع فريقه كأس الجمهورية العربية المتحدة عام 1961.

علي المستوى الدولي انضم “صالح سليم” إلى منتخب مصر عام 1950، وكان كابتن الفريق الذي فاز بكأس بطولة الأمم الأفريقية عام 1959م بالقاهرة، كما شارك مع المنتخب الوطني في دورة الألعاب الأولمبية بروما عام 1960م. عقب أربع سنوات من اعتزاله تولي “صالح سليم” منصب مدير الكرة وذلك في عام 1971، وبعد أن تم انتخابه عضواً في مجلس إدارة النادي عام 1972م، خاض انتخابات رئاسة مجلس إدارة النادي أمام الفريق “عبد المحسن مرتجي” ولكنه لم يحقق الفوز، ليعاود المحاولة مرة أخرى عام 1980 حيث استطاع الفوز برئاسة مجلس إدارة النادي الأهلي وأصبح أول لاعب كرة قدم يتولى هذا المنصب.

 استمر “صالح سليم” رئيساً للنادي الأهلي حتى عام 1988 حيث قرر الابتعاد عن الساحة وترك الفرصة للآخرين لخوض التجربة، إلا أن سوء نتائج الأهلي كانت سبباً لعودته مرة أخرى للنادي من أجل إعادة الاستقرار عام 1990، حيث استطاع بشعاره المعروف “الأهلي فوق الجميع” إحلال الاستقرار داخل النادي الأهلي إلى أن وافته المنية عام 2002.

 لم تقتصر شهرة الراحل على المجال الرياضي فقط، بل اقتحم المجال الفني وشارك بالتمثيل في عدد من الأفلام السينمائية منها “السبع بنات” و”الشموع السوداء” و”الباب المفتوح” محققاً نجاحاً كبيراً على المستوى الفني وجاذباً إليه قدر كبير من الجماهير المصرية. 

وتوقع له الكثيرون استمراره بالعمل الفني واعتزال كرة القدم، ولكنه بعد تجربة واحدة من ذلك التاريخ، فاجأ الجميع وأعلن اعتزاله الفن، أرجع البعض ذلك لعدم رغبته في الاستمرار وعشقه الشديد لكرة القدم، ولكن ما لا يعلمه الكثيرون، أن مقالا صحفيا قد يكون السبب الحقيقي وراء الابتعاد. التجربة الأخيرة كانت فيلم «الباب المفتوح»، مع فاتن حمامة وحسن يوسف، وقد وافق علي العمل فيه ;لأن سيدة الشاشة العربية هي التي طلبت منه التمثيل معها، خاصة وقد كانت صداقته العائلية معها قوية للغاية، وقد كان ومثّل الفيلم، ولكنه لم يحقق النجاح المطلوب وتعرض لانتقادات قاسية، وصلت إلى حد وصف إعطائه دور البطولة فيه، بأنه مؤامرة ضد بركات وفاتن حمامة. الصحفي لويس جريس، والذي ترأس فيما بعد تحرير مجلة صباح الخير، كان من أشد منتقديه، إذ كتب بعد عرض الفيلم مباشرة يقول: «نجم الكرة اللامع أصابته الخيبة في مجال السينما، المسكين جذبته الأضواء حتي صرعته وتركته للجمهور، والذي استرعي انتباهي ليلة الافتتاح، أن الجمهور من معجبيه الكرويين، لم يحاسبه علي هفوته، بل استقبله بالهتاف والتصفيق، ولكنهم همسوا لبعضهم بأنه «ممثل فاشل». فشل المايسترو، والكلام مازال بالمقال، دارت حوله الحوارات أكثر مما دار عن قصة لطيفة الزيات الممتازة، أو تمثيل العظماء فاتن حمامة ومحمود مرسي وحسن يوسف أو المخرج العبقري بركات، ففشله السينمائي تأكد للمرة لثانية، ولكنه فشل الرجل الناجح، فشل نجم مشهور أُطلق عليه لقب المايسترو. ولعل الكثيرين من أصدقائه سينصحونه بالابتعاد عن السينما، لأنه لا يصلح لها، وكفاه أنه لُدغ من جحر واحد مرتين».

 أشهر المواقف التى لاتنسى للمايسترو صالح سليم كانت «أثناء البطولة العربية للأندية، التي استضافها الأهلي عام 85، كان النهائي بين الأهلي وأحد الفرق السعودية، وقرر الرئيس الاسبق حسنى مبارك حضور المباراة بصحبة عدد من الأمراء والوزراء السعوديين. عرف صالح أنه طبقًا للبروتوكول سيكون مقعده في نهاية الصف الأمامي بعد الأمير السعودي وبعض الوزراء، فقرر مغادرة الإستاد من أجل كرامة النادي الأهلي، صاحب الحفل، ومستضيف الحدث. جرت اتصالات وضغوط على صالح لكنه لم يلن، وانتهى الأمر برضوخ رجال البروتوكول للأصول، وتوسط صالح سليم، رئيس النادي الأهلي، كل الحاضرين، وجلس بجانب حسني مبارك، رئيس الجمهورية آنذاك.

في 6 مايو عام 2002 توفي الفنان والرياضي صالح سليم عن عمر يناهز 72 عاماً عقب معاناته مع مرض سرطان الكبد.