رئيس مجلس الإدارة
محمود إسماعيل
رئيس التحرير
عمرو صحصاح
رئيس مجلس الإدارة
محمود إسماعيل
رئيس التحرير
عمرو صحصاح

بالصور..فى ذكرى رحيله..ننشر أسرار من حياة "راهب الفن" محمود مرسى الذى طُُرد من باريس بسبب "عبد الناصر".. وترك بريطانيا بعد "العدوان الثلاثى"

قليلون جدا هؤلاء ، الذين يمكنك أن تمنحهم درجة الاستاذية في التمثيل وأنت مطمئن القلب.


الفنان القدير محمود مرسي ، هو واحد منهم بلا شك، بل أنه ينافس على صدارة تلك القائمة الذهبية ، التي تضم أسماء في حجم ومكانة محمود المليجي ، وزكي رستم ، وعبد الوارث عسر ، وحسين رياض ، ويحيى شاهين" ، الى آخر تلك الأسماء الرنانة، التي اوتيت موهبة استثنائية في فن التمثيل والتشخيص. 


عاش محمود مرسي حياته عازفا عن الأضواء، وطوال مشواره الذي يزيد عن نصف قرن لا تجد له حوارا صحافيا أو برنامجا تلفزيونيا الا فيما ندر، فلا يكاد جمهوره، يعرف عن حياته الخاصة ، سوى زواجه من الفنانة سميحة أيوب ، وانجاب ابن منها هو علاء وبعدها عاش راهبا، كل جهده وحياته مسخر لهدف واحد وحيد هو فنه.


"وشوشة" ترصد حقائق لاتعرفها عن الراحل محمود مرسى فى ذكرى رحيله بعد مرور 11 عاماً على وفاته ..


* النشأة


 ولد يوم 7 يونيو لعام 1923م في الإسكندرية، حصل علي ليسانس من قسم الفلسفة بكلية الآداب في جامعة إسكندرية، ثم سافر إلى فرنسا لدراسة الإخراج السينمائي ، حيث أمضى خمس سنوات غادر بعدها إلي بريطانيا لاستكمال دراسته بمعهد السينما في لندن. 


* راهب الفن يتزوج بموقف غريب  


اشتهر بين نجوم الوسط الفني بعزوفه عن الزواج ، وحمل الفنان القدير محمود مرسي لقب «راهب الفن»، ولكنه لم يستمر راهبًا كثيرًا؛ إذ التقى بسيدة المسرح الفنانة سميحة أيوب أثناء دراستها بمعهد التمثيل، وكان وقتها أحد أساتذة المعهد. 


العلاقة بينهما بدأت فنيًا فهي عشقت محاضراته بالمعهد وأحبت أداءه على شاشة السينما، وهو اقتنع بها كفنانة موهوبة تستطيع تحقيق المزيد في مستقبلها المنتظر، وقد توطدت علاقتهما بالعمل بعد ذلك في الإذاعة، واضمرا إعجابهما ببعضهما البعض لمدة عام ونصف. 


مرسي كان يستفسر دومًا من أصدقائها عن ظروفها الاجتماعية وحياتها الخاصة، وفي إحدى المرات فاتحها قائلًا: «تعرفي أن الست أم كلثوم رائعة بحق»، فقالت له سميحة: «لماذا؟» وأجابها وقتها بقوله: «لأنها تقول: ولما أشوف حد يحبك يحلالي أجيب سيرتك وياه»، ثم التقيا في زيارة لأحد الزملاء، وأثناء مغادرتهما طلب منها الفنان المصري أن توصله بسيارتها، ورحبت هي بذلك «مسرورةً»، واستمر الحديث بينهما طوال المسافة. 


إلى أن صدمها «عتريس السينما المصرية» بقوله: «أريد أن أخبرك أنني لا أتزوج؟»، فأجابته وبسرعة الصاروخ: «ومن قال لك أن هناك من يريد الزواج؟!». 


في اليوم التالي اتصل واعتذر عما بدر منه ، وصارحها على الفور أنه معجب بها بشدة وعرض عليها «الزواج»، وبالفعل تمت الزيجة شديدة الغرابة وأنجبا ابنهما علاء "طبيباُ نفسياً "، ولكن اختلاف ميولهما جعل استمرار الحياة الزوجية شبه مستحيل، ووقع الطلاق بعد عدة سنوات، ولكن ظلت علاقة الصداقة والاحترام متبادلة حتى رحيله. 


* طرده من باريس بسبب الزعيم جمال عبد الناصر 


سافر إلى فرنسا ليدرس هناك الإخراج السينمائي في معهد «الإيديك» و انتهت أمواله في فرنسا بعد أن أمضى هناك 5 سنوات، فقرر العمل، وبالفعل حصل على وظيفة مذيع في القسم العربي بالإذاعة الفرنسية، وما كاد يستقر بها، وينظم وقته بين العمل والدراسة، حتى فوجئ أن عليه أن يغادر «باريس» مطروداً.


محمود غادر فرنسا بقرار السلطات الفرنسية ، التي قررت الانتقام لقرار الرئيس المصري الراحل عبدالناصر بتأميم شركة قناة السويس، وطرد الخبراء الفرنسيين، بقرار مماثل يطرد المصريين من «فرنسا»، فغادرها حاملاً في عقله الفكر والعلم الفرنسي، وبين ضلوعه وأحشائه جرح الطرد والعنصرية، وحب الوطن.


 * استقالة وطنية  


بدأ الفنان “محمود مرسي” حياته الفنية بهيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، إلا أنه قرر العودة إلى مصر في أعقاب أحداث العدوان الثلاثي على مصر بقيادة بريطانية، فقرر بمحض اختياره ترك الوظيفة براتبها الخيالي، بل ومغادرة لندن فوراً عائداً إلى بلاده، فلقد رفض أن يتقاضى راتباً من دولة تقصف طائراتها وطنه وتقتل أبناء شعبه ، وقد أعجب ناصر بهذا التصرف وقرر تعيينه مخرجاً ومذيعاً بالبرنامج الثقافي بالإذاعة المصرية مكافأة على موقفه الوطني. 


كما عمل مخرجاً للبرنامج الثاني بالإذاعة المصرية عام 1957م، ثم مخرجا بالتليفزيون عام 1959م، كما عمل مدرساً للتمثيل بالمعهد العالي للفنون المسرحية بالقاهرة ومديراً للمسرح الحديث.


*أعماله الفنية


 قدم الفنان “محمود مرسي” أول أدواره الفنية عام 1962م من خلال فيلم “أنا الهارب” للمخرج نيازي مصطفى، ثم قدم دور البطولة في فيلم “الباب المفتوح”.


برع “محمود مرسى” في أدوار الشر خاصةً في دور ضابط السجن بفيلم “ليل وقضبان”، ودور “بدران” في فيلم “أمير الدهاء”، وكذالك دور “عتريس” في فيلم “شئ من الخوف”. 


وعلى على الرغم من امتلاك “محمود مرسي” لموهبة فنية حقيقة ، إلا انه كان مقلاً في الأعمال ، التي قدمها وخاصةً الأعمال السينمائية لاهتمامه بالكيف عن الكم، ومن أبرز الأعمال التلفزيونية التي شارك بها : “العملاق” و”زينب والعرش” و”الرجل والحصان” و”عصفور النار” و”إني راحلة” و”بين القصرين” و”قصر الشوق” و”رحلة أبو العلا البشري” و”أبو العلا البشري 90” و”العائلة” و”لما التعلب فات” و”بنات أفكاري”.


* التكريم  


نال الفنان “محمود مرسي” خلال مشواره الفني ، العديد من الجوائز والتكريمات ، حيث حصل علي جائزة التمثيل ‏الأولى عن دوره في فيلم “الليلة الأخيرة” عام 1964م، وجائزة ‏أحسن ممثل عام 1969م عن دوره في فيلم ” شيء من الخوف”، كما تم تكريمه في مهرجان الفيلم الروائي عام 1998م.


* هند رستم

الغيرة الفنية هي التي دفعت مرسي لرفض بطولة فيلم باب الحديد؛ فكيف لبطل العمل أن يتقاضى أجرًا أقل من بطلته هند رستم، التي قامت بدور هنومة، ولم يتقبل دافع يوسف شاهين بأن الفيلم سيكون الظهور الأول له وبالتالي من الصعب التعاقد معه كنجم سينمائي.


*الوفاة


في يوم 24 أبريل لعام 2004م ، توفي الفنان “محمود مرسي” عن عمر يناهز 81 عاما إثر إصابته بنوبة قلبية.