بالفيديو ..فى ذكرى رحيله ..حقائق قد لاتعرفها عن "صلاح جاهين": "حرامى كتب" ..رياضته المفضلة "التنفس" ..موهبته "رقص الباليه" ..حلمه الذى لم يتحقق "الريجيم"

«أحب اعـيش ولو اعـيش فى الغابات اصحى كما ولدتنى أمى وأبات طائر.. حيوان.. حـشره.. بشر.. بس أعيش محلى الحياه.. حتى فى هـيئة نبات.. عجبى».. هكذا عبر ابن شبرا الذي تنقل بين كل محافظات مصر بسبب عمل والده في السلك القضائى، عن نظرته الخاصة للحياه، فدرس الفنون الجميلة، ثم تركها ليدرس الحقوق بناء على رغبة والده، لكنه عمل في كتابة الشعر، قبل أن يعود مرة اخرى إلى الرسم ولكن بطريقة ساخرة.

«أنا قلبي مزيكا بمفاتيح، من لمسه يغنى لك تفاريح، مع إنى ما فطرتش وجعان، ومعذب ومتيم وجريح».. جاهين يغني والجمهور يستمع في استمتاع.

إنه الراحل صلاح جاهين عاشق الحياة الذى تمر اليوم ذكرى وفاته وتستعرض "وشوشة" فى هذا التقرير أبرز المحطات فى حياته.

اسمه بالكامل “محمد صلاح الدين بهجت أحمد حلمي”، ولد يوم 25 ديسمبر عام 1930 في شارع جميل باشا بحي شبرا بالقاهرة، لأب يعمل رئيساً لمحكمة استئناف المنصورة.

و كانت ولادة “صلاح جاهين” متعثرة وتعرضت والدته أثنائها للخطر، فولد شديد الزرقة ودون صراخ حتى ظن المحيطون أن الطفل قد ولد ميتاً، ولكن صرخته كانت منبهة بولادة طفل ليس ككل الأطفال.

تسببت تلك الولادة المتعثرة في عدم استقرار حالته المزاجية، كما أدت إلى إصابته بالحدة في التعبير عن المشاعر – سواء كانت فرحاً أو حزناً، حيث كان يفرح كالأطفال ويحزن لدرجة الاكتئاب عند المصائب.

بدأ “جاهين” حياته في المجال الفني بالتحاقه بكلية الفنون الجميلة ولكنه لم يكمل دراسته ليتحول إلى دراسة القانون في كلية الحقوق، ثم تزوج وأنجب ابنه الشاعر “بهاء” من زوجته الأولى، وكانت زيجته الثانية من الفنانة “منى قطان”.

بعد أن انتهى من دراسته التحق جاهين بصحيفة “الأهرام” التي عمل فيها رساماً للكاريكاتير، وكانت أعماله تحظى بشعبية كبيرة جداً، وتأثير واسع أقوى من أي مقال صحفي وظلت رسوماته تقدم بانتظام، وقبل أن يعمل في الأهرام، كان جاهين يكتب الشعر العامي، حتى قام الضباط الأحرار بنزع فتيل ثورة 23 يوليو 1952، التي كانت مصدر إلهام لجاهين حيث قام بتخليد جمال عبد الناصر فعليا بأعماله، حيث سطر عشرات الأغاني.

ولكن هزيمة 5 يونيو 1967م، خاصة بعد أن غنت أم كلثوم أغنيته راجعين بقوة السلاح عشية النكسة، أدت إلى إصابته بالاكتئاب، هذه النكسة كانت الملهم الفعلي لأهم أعماله الرباعيات والتي قدمت أطروحات سياسية تحاول كشفت الخلل في مسيرة الضباط الأحرار، والتي يعتبرها الكثير أقوى ما أنتجه فنان معاصر.

ومن قصائده المميزة في هذه الفترة قصيدة “على اسم مصر” وأيضا قصيدة “تراب دخان” التي ألفها بمناسبة نكسة يونيو 1967، كما ألف جاهين أوبريت “الليلة الكبيرة” أشهر أوبريت للعرائس في مصر.

«باعرف أرقص باليه».. كانت هذه إجابة صلاح جاهين عندما سأله الإذاعي الشهير طاهر أبوفاشا عن الرياضة التى يمارسها بالرغم من ثقل وزنه.

و كشف جاهين فى حلقه خاصة من البرنامج الإذاعى «جرب حظك» عن مواهبه المختلفه كالرقص والغناء والتمثيل، مما جعل طاهر أبوفاشا يدعوه لإظهار مواهبه على خشبة المسرح لأنه فنان شامل.

وفي لقاء شهير بين مع الإعلامي طارق حبيب في برنامج «أهلاً وسهلاً» في برنامج «أوتوجراف»، تحدث «جاهين» عن الكاريكاتير واحترافه له، وعن ابنه «بهاء» الشاعر الصاعد، وعن حبه للصحافة، وكشف في هذا اللقاء عن أنه رسم الكريكاتير بالصدفة وأنه رفض فى البداية فكرة رسم الكريكاتير وكان يريد أن يصبح صحفى. 

«قبل ما أموت هاعمل ريجيم وأوصل للوزن المثالي وأبقى بطل كمال أجسام».. هكذا تحدث جاهين ساخراً عن إحدى رغباته فى برنامج عرض خاص مع الإعلامية ليلى رستم.

وقال جاهين في حوار مسجل إنه كتب الشعر فقط لأن والده لن يستطيع أن يراه خلال كتابته، وبالتالي لن يمنعه منه كما منعه من الرسم لأنه يعطله عن المذاكرة. وأكد أنه كان ينظم الشعر فى عقله حتى لا يراه أحد. أما رياضته المفضلة فهي «التنفس» لأنه لايبذل مجهوداً فيه، أما عن أيام الرشاقة فكان يلعب الجمباز

صلاح جاهين يعترف بسرقة الكتب من أصدقائه ويكشف عن عشقه للموسيقى خلال لقاء مع الإعلامية «نادية صالح».

 ويروي جاهين عن واقعة تقطيع ابنه بهاء كتبه الخاصة وتكسيره لاسطواناته

عن صناعة النكتة تحدث «جاهين» في البرنامج الإذاعي «ساعة زمان»، مؤكداً صعوبة إضحاك المصريين عن طريق النكتة كونهم شعب ساخر بطبعه.

احتفل جوجل بذكرى ميلاد الشاعر صلاح جاهين الـ 83 في عام 2013 وذلك عن طريق وضع صور لعرائس الليله الكبيرة بدلًا من حروف جوجل في شعاره الشهير على الصفحة الرئيسية، وقدم الموقع من خلال وصلة قصيرة عبر شعار «الليلة الكبيرة» المبتكر، سيرة «جاهين» وبعض من أعماله الشعريه كالرباعيات وأوبريت الليله الكبيرة

وكانت وفاة الرئيس عبد الناصر هي السبب الرئيسي لحالة الحزن والاكتئاب التي أصابته وكذلك السيدة أم كلثوم حيث لازمهما شعور بالانكسار لأن عبد الناصر كان الملهم والبطل والرمز لكرامة مصر، بعدها لم يستعيد جاهين تألقه وتوهجه الفني الشامل، حتى توفي في 21 أبريل 1981.

الموت غيب جاهين، ولكن أعماله ظلت حاضرة بقوة، سواء أشعاره أو أفلامه التي كتبها وظلت خالدة في تاريخ السينما الحديثة مثل “أميرة حبي أنا” وفيلم “عودة الإبن الضال”، كما كتب سيناريو فيلم “خلي بالك من زوزو” و”أميرة حبي أنا” و”شفيقة ومتولي والمتوحشة” وقام بالتمثيل في “شهيد الحب الإلهي” و”لا وقت للحب ” و”المماليك”.