رئيس مجلس الإدارة
محمود إسماعيل
رئيس التحرير
عمرو صحصاح
رئيس مجلس الإدارة
محمود إسماعيل
رئيس التحرير
عمرو صحصاح

دراسة.. الأنانية والغرور سبب فشل الإسلاميون فى الدول العربية

تناولت دراسة لمركز البحرين للدراسات والإعلام، السيناريو المكرر لدى الجماعات الإسلامية في كثير من الدول العربية والتي ثبت فشلها جميعا، ففي كل مرة، جماعة مضطهدة، من وجهة نظر حلفائها الخارجيين وترديد أكذوبتهم حتى يصدقها الجميع، تناضل كثيرا من أجل الوصول للحكم وليس الحرية والعدالة كما يقولون، ولو حدث أن وصلت للحكم تكون النتيجة تمزيق البلد، إما بالطائفية أو بالتقسيم أو بالحرب الأهلية، لا يهم، المهم هو تمزيق الدولة.

 

في اليمن، وبعد أيام قليلة،  تحولت جماعة "الحوثي" من الهجوم إلى الدفاع وتحطمت قدرتها على صخرة المسؤولية الكبرى في إدارة بلد، وهي القادمة من الكهوف الجبلية، كما جاء من كان قبلها من الكهوف الفكرية، ووضح فشلها جليا في التعاطي مع الدولة كحالة شاملة، وليس مع تطلعاتها هي وطموحاتها السياسية الخاصة، وقد حصلت الجماعة على تجربتها كاملة وسيطرت على العاصمة وطردت الرئيس وأعلنت نفسها حاكما على اليمن، فماذا ينقصها؟ ينقصها دائما التعبير الفعلي عن المجتمع فهي ليست المجتمع، مفقودة لديها لغة الحوار والتواصل مع المجتمع كحالة شاملة لا تعرف شيئا عن أمور إدارة الدولة كعلم ممارسة وتجريب، فتبدأ مرحلة السقوط، هذا ما يحدث اليوم في اليمن، وما حدث سابقا في لبنان، الذي مزقه نصر الله، والذي يرفض حتى هذه اللحظة أن يعترف بأنه سبب نكبة لبنان، ذلك البلد الجميل الذي طالما كان بوابة للثقافة العربية، فتحول إلى بلد مطحون بالحروب والأزمات والنكبات، وحتى في العراق حينما حكم الشيعة الذين كانوا يزعمون الاضطهاد بالأمس، فقدوا السيطرة على كل شيء في البلد، حتى الأمن نفسه الذي كان يحركوه لصالحهم، ضاع منهم ولم يعد هناك عراقا.

 

والأمر  نفسه حدث في السودان، الذي أسفرت تجربة الإسلاميين فيه، أو ما يعرف بحكومة الإنقاذ الوطني، عن أبشع تطبيق للفاشية الدينية والسياسية، الأمر الذي مزق السودان على منحنيين، الأول جغرافيا بانفصال الجنوب، والثاني: اجتماعيا بتدهور أوضاع دارفور في الغرب وانفصالها معيشيا عن باقي القطر، فضلا عن حالة فشل عام على كل المستويات، وأسفرت تجربة الجبهة الإسلامية في الجزائر عن 200 ألف قتيل في حرب لم يكن المواطن له فيها ناقة ولا جملا.

 

والسؤال الآن ما هو سبب هذا الفشل المتكرر؟ يتلخص السبب في قيام هذه الحركات منذ بدايتها على تصور خاطئ للمجتمع، يصاحبه في كثير من الأحيان انفصام تام عما يحدث على أرض الواقع، ويقوم على اختيار شكل الدين وتحديد معالمه للمجتمع، ما يؤدي إلى تصنيف المجتمع كمذهب ديني واحد، كما فعل عمر البشير في السودان بعد أن أعلن تبطيق الشريعة الإسلامية في الولايات المسيحيةـ جنوبي السودان، لينعدم التواصل بين الحاكم الإسلامي والمجتمع فما يراه الحاكم شيء وما يراه المجتمع شيء آخر، فتحدث حالة من التيبس في قطاعات الدولة، وهذه هي الحالة التي يسميها الإخوان المسلمين في مصر، بعدم تعاون مؤسسات الدولة معهم، والحقيقة هو أن انعدام التواصل بينهم وبين الشعب هو من صنع حالة التيبس اللإرادية في المجتمع، ببساطة لأنهم شخصية اعتبارية غريبة عن المجتمع ليست من طينته، فيعرض عنها المواطن بعد شهور الحكم الأولى وفي أحيان كثيرة يختار النظام القديم أفضل من العبث الذي يراه من هؤلاء.

 

إذن فلا مناص من القبول بحقيقة المؤامرة على المنطقة برعاية إيران والولايات المتحدة اللذين يقتسمان المنطقة فيما بينهما، وهوالاعتراف الذي سيؤدي إلى تغيير طريقة التعامل مع الأزمات الداخلية في الدول العربية، فما يحدث في البحرين على سبيل المثال من تدمير جمعية "الوفاق" للداخل البحريني برعاية إيرانية، لم يعد مقبولا ويفرض على الحكومة إلغاء التصريح بقيامها من الأساس، لأنها ليست إلا نموذجا من كل ما سبق الإشارة إليه في جميع التجارب السابقة، فهي ليست من طينة الشعب البحريني، رغم تمتع أعضائها بالجنسية، لكنهم باعوها لصالح شخصية اعتبارية اسمها "الوفاق" فهي لديهم أهم من الوطن، إذن فحلها أمر واجب، وعلى أعضائها الاختيار بين الذوبان معها أو ممارسة العمل السياسي كمواطنين عاديين وليس ممثلين عن جمعية قامت على أساس مذهبي من البداية.